فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ ١ يقتضي أنه مسجد قباء.
فإنه قد تواتر أنه قال لأهل قباء: " ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم به؟ " فقالوا: لأننا نستنجي بالماء٢".
لكن مسجده أحق بأن يكون مؤسسا على التقوى من مسجد قباء، وإن كان كل منهما مؤسسا على التقوى، وهو أحق أن يقوم فيه من مسجد الضرار.
فقد ثبت عنه ﷺ: إنه كان يأتي قباء كل سبت راكبا وماشيا، فكان يقوم في مسجده القيام الجامع يوم الجمعة، ثم يقوم يوم السبت ٣. وفي كل منهما قد قام في المسجد المؤسس على التقوى.
ولما بين سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيرا، دعا النبي ﷺ أقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصا به، وهم: علي، وفاطمة ﵄، وسيدي شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي ﷺ فكان من ذلك ما دلنا على أن إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم نعمة من الله، ليسبغها عليهم، ورحمة من الله وفضل لم يبلغوهما بمجرد حولهم وقوتهم، إذ لو كان كذلك
_________
١-سورة التوبة آية:١٠٨.
٢-أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/٤٢٢،٦/٦. وابن ماجة في سننه في كتاب الطهارة باب٢٨.
٣-أخرجه البخاري في صحيحه في فضل الصلاة في مسجد مكة باب٣،٦ وفي الاعتصام باب١٦. ومسلم في صحيحه في كتاب الحج حديث ٥١٥-٥١٩-٥٢١. وأبو داود في سننه في كتاب المناسك باب ٩٥. والنسائي في سننه في كتاب المساجد باب٩. ومالك في الموطأ كتاب السفر حديث ٧١. والإمام أحمد في المسند ٢/٥-٣٠-٥٧-٥٨-٦٥-٧٢-٨٠-١٠١-١٠٨-١٥٥.
1 / 27