يتلو الكتاب والحكمة، وهي التي أوتيها مع الكتاب.
وقد أمر في كتابه بالاعتصام بحبله جميعا، ونهى عن التفريق، الاختلاف، و"أمر"١ أن نكون شيعة واحدة، لا شيعا متفرقين، وقال الله تعالى في كتابه: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ٢.
فجعل المؤمنين إخوة، وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل مع وجود الاقتتال والبغي.
وقال النبي ﷺ: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" ٣.
وقال: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" ٤ وشبك بين أصابعه.
فهذه أصول الإسلام التي هي الكتاب والحكمة، والاعتصام بحبل الله جميعا "واجب" على أهل الإيمان للاستمساك بها.
_________
١- مابين المعقوفتين سقطت من الأصل.
٢- سورة الحجرات، آية: ٩،١٠.
٣- الحديث أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب باب ٢٧. ومسلم في صحيحه في كتاب البر حديث ٦٦-٦٧. والإمام أحمد في المسند٤/٢٦٨-٢٧٠-٢٧٤-٢٧٦-٢٧٨-٣٧٥. وأورده الإمام السيوطي في الجامع الصغير حديث رقم ٨١٥٥ وعزاه إلى الإمام أحمد ومسلم عن النعمان بن بشير، وأشار إلى صحته.
٤-أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة باب٨٨، وفي كتاب الأدب باب٣٦،=
1 / 24