وعلى أي حال فإن كل سورة نزلت كاملة مجموعة، ولكن السورة تنزلت منجمة المواعيد، فلقد كان تنجل السور والسورة زمن يطول أو يقصر بحسب مشيئة الله، وما على الرسول إلا أن يستقبل متى شاء الله بدون سبب ولا داع لما يتلقاه سوى إرادة الله الذي أراد أن ينزل هذا القرآن على قلبه ليبلغه للناس مرتلا متتابع الجرعات فلا يمل ولا يكل ولا يثقل، بل يجعل الناس عليه تقبل، (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا). فهو مفروق السور المتباعدة المتعددة، متواصل آيات السورة الواحدة،
وعلى هذا تفهم السورة التي تلي سورة الرعد تلك هي سورة إبراهيم، ها هي تبدأ بقوله: (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد(1)). ثم يقص الله فيه قصة كل الرسل مع المكذبين، فإذا النصر فيها للمرسلين الذين يخافون الله ويبلغون رسالاته (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين(13)). وإذا (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد(18)). وإذا القيادات الضالة المضلة تتخلى عن الأتباع في يوم الحسرة، ولكن الجميع ما لهم من محيص، كما أن الشيطان يزيدهم حسرة ويعلن أن الحق من ربهم هو الذي جاءت به رسهلم، فكيف استجابوا ما يعده به عدوهم، فهو اليوم يؤمهم، وبهذا يتضح أن الرسل واتباعهم وما أنزله الله عليهم، هم الشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين، وأن المكذبين هم الشجرة الخبيثة المخبثة ما لها من قرار، ولتأكيد هذا تأتي الآيات التي تؤكد أن دعوة إبراهيم لا تزال تؤتي أكلها كل حين في البلد الحرام، وأن أتباعه هم الباقون على الحق ونبذ الأصنام، ولهذا فهم عن إبراهيم وهم من دعى لهم بقوله (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء(40)ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب(41))، فالظالمون هم الخاسرون وهم يتمنون أن يمهلوا عند العذاب بقولهم: (ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل(44)). ولكن لا أمل ولا نجاة فلقد جاءهم البلاغ وجاءتهم الرسل فكانوا غافلين عن دعوة الله فلا بد من يوم مؤخر لينال فيه كل عبد جزاء ما قدم وأخر. (ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب(51))، فلنستعد لذلك اليوم، فلقد جاء النذير اليوم فلا لوم.وبعد: ألم تكن السورة معلنة في البداية أن الكتاب أنزل إلى الرسول ليخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ أليس في آياتها البلاغ والإنذار والتذكير؟ أليس الرسول محمد الخاتم وكل الرسل من قبله قد بلغوا ما أنزله الله؟ أليس كل الرسل قد أنذروا بأيام الله؟ إذن فمن كذب الرسل فلا بد أن يلقى جزاه: (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام(47)). وكيف لا وقد جاء البلاغ!! (هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب(52)). لقد اتضح في سورة إبراهيم أن البلاغ في السورة متواصل وأن السور كلها أنزلت بشكل متواصل.
ولتأكيد هذا أكثر فلنستمر في الدلائل، هيا معا إلى سورة الحجر إنها تبدأ بقوله تعالى: (الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين(1)). إن البداية تشير إلى الآيات لا إلى الآية، مما يؤكد أن آيات السورة ستنزل كاملة متواصلة، ولهذا فإن السورة ختمت بقوله تعالى: (إن ربك هو الخلاق العليم(86)ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم(87))، ثم تقول للرسول: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين(94)إنا كفيناك المستهزئين(95)). إن هذه الآيات في الختام تنزل على ما سبق أول السورة (وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون(6)). ولكن الله يعلن علمه بما يقولون وعلمه بما يفعله الرسول من البلاغ المبين فليطمئن وليكن من المسبحين (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون(97)فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين(98) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين(99)). لماذا، لأن الله يعلم ما يقولون، فهو المجازي لهم الجزاء الذي يستحقون، وهو يعلم ما يعمله الرسول فما عليه إلا الاستمرار على البلاغ المبين، وسيرى اليقين. أليس في هذا أيها القارئ العزيز قد أتاك اليقين بما أقوله لك منذ حين، أليس في هذه الدلائل ما يقنعك أن كل سورة نزلت آياتها بشكل متواصل، وهنا أتوقف في أواخر النصف الأول من القرآن، فلقد طال معه الوقوف وطال الاستدلال والبيان، ولعل القارئ قد أحس بالملل واكتفى بما تقدم من البرهان.
ولكني مع ذلك أرجوك أيها القارئ أن تواصل معي المسير المتأني، إلى السور التي في النصف الثاني. لن أطيل كما فعلت في الأول، ولكني سأوردها باختصار لا يبعث الملل، مع علمنا أن سورتي الإسراء والكهف كلاهما عن القرآن، وأن آياتهما متواصلة حول الموضوع بلا انقطاع حتى ختمت الأولى بقوله: (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) [الإسراء:105 ].(قل آمنوا به أو لا تؤمنوا) [الإسراء:107 ]. وجاء في البداية: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا(9)). بينما ذكر القرآن في السورة أكثر من مرة في الآيات 45 وما يليها والآية 73 و86 وما يليها إلى قوله (ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل (89)).
وفي الكهف كانت البداية (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا(1)قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا(2)ماكثين فيه أبدا(3)). ولنقرأ في منتصف السورة: (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا(54))، ثم ختمت السورة بما تضمنته البداية: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا(110)). أليس في هذا تأكيد لقوله: (قيما لينذر بأسا شديدا)، و(أجرا حسنا) و(وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا(4))، التي وردت في البداية بلا إذن فالموضوع متصل من البداية حتى النهاية وهكذا في كل سورة فلنواصل المسير لنزيدكم دراية.
أما لو انتقلنا إلى النصف الثاني من القرآن فسنجد أن سورة الإسراء جاء فيها قوله تعالى في الآية رقم (9): (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا(9))، وجاء في آخرها قوله تعالى في الآيتين 105، 106: (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا(105)وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا(106)). كما أن السورة لم تخل في أواسطها عن ذكر القرآن فيقول الله في الآية 45: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا(45)).ويقول في الآية رقم 79: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك) والضمير للقرآن.وفي الآية: 88: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا(88))، إلى آخر الآيات التي تليها حتى (100). أليس في هذا ما يؤكد أن السورة نزلت كاملة، وكذلك سواها من السور، فالموضوع متصل والفقرات متوالية يشد بعضها بعضا ،، كالإسراء أليس أنه تم متواصل الحلقات متتابع اللحظات، واضح الآيات، (لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير(1)). فكما رأى آيات السماء وآيات ربه خالق كل شيء وخالق الإنسان؛ فلا بد أن تكون كذلك آيات القرآن، فسبحان الذي أسرى بعبده سبحان، فآياته مبينة متوالية، سواء في السماوات والأرض كلها أو في كهف صغير منها، فلقد توالت الآيات في الكهف كما توالت سورة الكهف. ألم يكن للفتية فيه آية تلي آية، فالاعتزال ثم الإيواء ثم الضرب على الآذان ثم المنام ثم التقليب ثم الاستيقاظ ثم الإعثار عليهم ثم عودتهم إلى كهفهم كلها آيات (ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا(17- الكهف)).
وها هنا فلندخل سورة الكهف عسى أن نجد فيها ما يدعم الفكرة ويجعل القضية منيرة، ولنقرأ الآية رقم 1: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا(1))، ثم ما يليها حتى الآية 61. ثم نتجاوز قصة أصحاب الكهف التي تدعم أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، لنصل إلى قوله تعالى في الآية 27 من السورة، وعقب قصة أصحاب الكهف مباشرة: (واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا(27)). ثم تتوالى الآيات لتؤكد أن كلمات الله هي الباقية وأن لا ملجأ منه إلا إليه حتى نصل إلى قوله تعالى: (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا(54)). مع الآيات التي تليها كأنها متصلة بالموضوع حتى الآية 59. ثم تأتي قصة موسى مع عبد الله العلامة الذي أوتي علما ورحمة، ثم قصة ذي القرنين ،، وكلا القصتين تؤكد علم الله المحيط بما كان وما يكون والذي يوحي إلى عباده بالخير وبما به يسعدون ولكنهم للهوى يتبعون، فإذا هم أو أكثرهم من الذين يقال عنهم: (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا(104))، هؤلاء هم الأخسرون أعمالا، لماذا هذا الضلال والخسران!! إن الله يوضح لنا البيان، إنه لسبب هذا القرآن: (أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا(105))، ما هو الجزاء؟، (ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا(106)). إذن فالسورة كلها قرآن وموضوعها القرآن من البداية حتى النهاية. ألم تبدأ بالحمد لله على إنزال الكتاب؟، ألم يأت في أولها قوله تعالى مخاطبا للرسول: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا(6))، وإذن فإن المستهزئ بالآيات والمكذب له جهنم، والمستجيب له الجنة: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا(107)خالدين فيها لا يبغون عنها حولا(108)). وعليه: فإن الوحي هو الحياة وهو سبيل النجاة، وهو موضوع السورة، (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا(110)).
لعل صعودنا مع الإسراء وصحابه الكريم، وهبوطنا مع أصحاب الكهف والرقيم، قد زاد القضية وضوحا وبيانا "كيف كان ينزل الله القرآن". إن الآيات في الكتاب تدفع كل ارتياب، وتنفع أولي الألباب.ولهذا فأنا إلى المزيد من الآيات أدعوهم، وإلى سورة طه أواعدهم، ها هي تبدأ بالآيات 1و2و3: (طه(1)ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى(2)إلا تذكرة لمن يخشى(3)). ثم من أين الإنزال؟. ها هو الجواب: (تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا(4)الرحمان على العرش استوى(5)). هل هذا الوصف يكفي لمنزل القرآن؟ إنه يكفي، ولكن قوله (على العرش استوى) ماذا يعني؟ إن الجواب بعد هذا يأتي: (له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى(6)وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى(7)). فهو المدبر لكل الخلق، وهو العليم بكل سر وجهر، بل هو العليم بأخفى من السر، فإذن فالقرآن هو النور والعلم الذي لا يضل به من تذكر، ومن تذكر بالقرآن وله دعى، فلا بد أن يوحد الله ويخشى، وكيف لا وهو: (الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى(8)). وهذا المنبع المنيع، والمقام الرفيع، والنور الوسيع، جاء به القرآن، وبهذا العلم الوسيع يقص علينا الله حديث موسى مع فرعون وهو حديث ذو علم عجيب، وفيه التفاصيل التي لا يعلمها إلا علام الغيوب.
فنجوى الناس في الغرف المغلقة، ترد لنا واضحة محققة، وخلجات القلوب الخافقة، نسمعها في الآيات منطلقة، ووسواس النفوس الفاسدة، نراه في القصة بصورة مجسدة. حتى إذا انتهى الحديث عن موسى واكتمل المراد، جاء الحديث عن القرآن وعاد، فإذا بنا نقرأ قول الله مخاطبا رسوله محمد وكل العباد: (كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا(99)من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا(100)). وتتواصل الآيات لتصل إلى الغاية من الحديث عن القرآن، فإذا بنا نقرأ: (وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا(113)فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما(114)). تأملوا: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) أليس فيها كما سبق أن أكدنا في بداية هذا البحث ما يدل على أن السور كانت تنزل كاملة، وإلا فلماذا استعجل الرسول في تحريك لسانه بالقرآن، إذا كان المنزل عليه آية أو آيتان، (فتعالى الله الملك الحق) أن يكون الإنزال بهذا الأسلوب الذي لا يليق بالرحمن. وبعد: فيكفي هذا، ولنواصل المشوار مع الآيات لنصل إلى قوله تعالى عقب قصة آدم: (قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى(123))، ثم إن هذه الآية وما يليها من الآيات حتى 132 حديث موصول عن القرآن، وتأكيد على أنه الحق الذي أنزله الرحمن هدى للإنسان ، وسيسمع يوم الحساب ما لم يكن في الحسبان، إذا نسي القرآن: (قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(126)). وهكذا تتوالى الآيات وتتلألا البينات حتى إذا السورة قاربت من الختام، نجد القرآن هو الهدف والمرام، وإذا بنا نقرأ: (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى(134)).
إنه أمل محال وأماني تدل على الخبال، فلقد جاء القرآن تذكرة لمن يخشى، فليتذكرالإنسان من قبل أن يذل ويخزى، يومئذ يتذكر وأنى له الذكرى، لقد كذب واستهزأ، فهو بما قدم اليوم يجزى، فلقد قدم الله إليه الوعيد وإلى الحق دعى، فهو يجزيه بما وعى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فطوبى لمن وعى ، وعلى هدى الله سعى، ولعهد الله رعى، وتبا لمن كذب وعصى، وأدبر عن ربه وأقبل على الدنيا، وأعرض عن الهدى واتبع الهوى، إنه لنفسه في النار أردى، وما يغني عنه ماله إذا تردى، إن المكذب متربص مصدق للأماني، ولكنه غافل والله يعد له عدا. (قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى) الآية الختام 135 من سورة طه. وما الصراط السوي إلا القرآن، وما الهدى إلا هدى الله الرحمن، ولقد قال لنا بكامل البيان (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى(123)ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى(124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا(125)قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(126)).
نامعلوم صفحہ