ptoliporthos Odusseus = ∪∪/- ∪∪/- - ). علاوة على ذلك، ففي أكثر من 90 بالمائة من الأبيات الهوميرية يطرأ تقسيم غريب للكلمة في التفعيلة الثالثة يدعوه الباحثون
caesura (أي «انقطاع»)؛ أي إن كلمة ما لا تنتهي قبل أو بعد التفعيلة، وإنما في منتصفها، بحيث «يقطع» المقطع الأخير للكلمة التفعيلة إلى جزأين. إلا أن انقطاع التفعيلة الثالثة يشكل موضعا عادة ما تلتقي عنده عبارات ثابتة، بحيث تشغل عبارة شطر البيت الذي يسبق الانقطاع، وتشغل العبارة الثانية شطر البيت الذي يلي الانقطاع. وحتى يكمل الشاعر البيت باسم أوديسيوس بعد انقطاع التفعيلة الثالثة - وهي ضرورة متكررة - يعمد إلى استخدام العبارة الثابتة «أوديسيوس الإلهي، قوي التحمل» (
polutlas dios Odusseus ∪/- -/- ∪∪/- - ). وثمة انقطاعات أخرى في البيت تؤدي دورا رابطا بين العبارات على نحو مشابه.
ولما كانت النعوت لا تتبدل وفقا للسياق السردي، وإنما وفقا للضرورات العروضية، فإن علينا أن نوائم فهمنا للقيمة الدلالية للنعت ، أي ما «يعنيه». لا شك في أن النعوت المتباينة المتكررة لأوديسيوس تخبرنا بشيء عن شخصيته الأساسية، وتربطه بقدر أكبر من الحكايات عن أعمال بارعة وتدمير لمدن، وأحيانا ما تتلاءم مع السياق بصورة جيدة على نحو يبعث على الدهشة، إلا أنها لا تمضي بالسرد قدما. ففيما يتعلق بحركة السرد، فإن تراكيب الاسم والنعت جميعها تعني فحسب «أوديسيوس». ومن هنا، كان لدليل باري تأثير مباشر على إدراكنا لما هو «شعري» في شعر هوميروس. علينا أيضا أن نسلم بأن المنظومة المعقدة من التعبيرات الجاهزة الممثلة في تراكيب الاسم المضاف إليه النعت، واستخدامها «المعتدل»، لا يمكن أن يكون عمل شاعر منفرد، وإنما يجب أن يكون قد ظهر إلى الوجود بمرور الزمن عن طريق التطور. ومن ثم، فلا بد أن لغة هوميروس الشعرية «تقليدية»، وهي كلمة ذات أهمية محورية في هذا النقاش.
في المقابل، فإن لغة، وليكن مثلا، ويليام بتلر ييتس الشعرية ليست «تقليدية»؛ لأن ييتس يستخدم كلمات للتعبير عما في سريرته، وليس لاستكمال البيت. بالطبع قد يقول قائل إن اللغة في مجملها تقليدية، وإلا فستكون كلاما بلا معنى، بيد أن اللغة الهوميرية هي نوع خاص من اللغة التقليدية؛ إذ توجد في إطار فرضية ستة مقاطع رئيسية طويلة يتبعها مقطعان قصيران أو مقطع واحد طويل، والمقطع السادس يتبعه دائما مقطع منفرد. ولا شك في أن هوميروس وييتس قد عالجا مسألة استخدام الصفات بطريقة مختلفة. كان ييتس شاعرا «كتابيا» بينما كان هوميروس شاعرا «شفاهيا». كانت النعوت عند ييتس غير تقليدية، ولكن عند هوميروس هي جزء من الآلية التي بها ينشئ أبياته ويولد سرده. فهي تمكن الشاعر من إنجاز بيته بإلقاء شفهي والمضي في سرد قصته، وهي ليست جزءا أساسيا لا غنى عنه من القصة نفسها. تستند «نظرية التأليف الشفاهي» أو «نظرية الصيغ الشفاهية» على أدلة من دراسة باري للنعوت الثابتة، إلا أن التطبيق المنهجي لطريقته على النص الهوميري أدى إلى حيرة كبيرة ومعضلات منطقية ما زالت تعوق الدراسات الهوميرية. (5-2) الصيغ المدبجة والمشاهد النمطية
وصف باري تركيبة الاسم المضاف إليه النعت بأنها «صيغة مدبجة»، أي أسلوب تعبير ثابت له معنى معين وقيمة عروضية وموضع محدد في البيت. فهم باري الصيغة المدبجة على أنها «عبارة» ثابتة تتشكل من أكثر من «كلمة» قامت بدور في نظم الشعر يوازي دور «الكلمة» في صياغة النثر، دون إدراك منه أنه كان يتبع تقليدا يقوم على المعرفة الأبجدية في وصفه، تلك التي لم تكن الوسيلة التي كان هوميروس ينظم بها شعره طبقا لنظرية باري نفسه. اعتقد باري أن الكلمة في النثر هي وحدة للمعنى، بينما الصيغة المدبجة في شعر هوميروس الشفاهي هي وحدة للمعنى. علينا أن نتذكر أن النظرية القائلة إن الكلام يتكون من «كلمات» هي تقليد يقوم على معرفة القراءة والكتابة، أي نتيجة للتحليل وإعداد المعاجم. في حقيقة الأمر لا يستطيع اللغويون تعريف لفظة «كلمة» بأدق من «تلك المفردات المدرجة في المعاجم» (أيهما صحيح:
some times
أم
sometimes ؟)
إن البرهان على «شفاهية» هوميروس هو وجود الصيغة المدبجة، التي هي أداة لا قيمة لها عند الشاعر الملم بالقراءة والكتابة. يمكننا تحديد الصيغ المدبجة في تعبيرات بخلاف تراكيب الاسم المضاف إليه النعت، فمثلا أضيفت تعبيرات مثل «مخاطبا إياه» بلا قيمة تضيفها إلى عبارة «أوديسيوس الإلهي، قوي التحمل»، أو إلى عبارة «أجاممنون ملك الرجال»، أو إلى عبارة «آخيل العظيم ذو القدمين السريعتين» حتى يستكمل البيت. والكثير من الأبيات الكاملة هي أيضا عبارة عن صيغ مدبجة، مثل «حين بدت بشائر الفجر ذي الأصابع الوردية ...» ويتكرر واحد من كل ثمانية أبيات كاملة في المتن الهوميري في موضع آخر. وارتأى باري أن كل القصائد الهوميرية تتبع على هذا النحو نسق الصيغ المدبجة، وتتشكل من عبارات، رغم أننا لا نملك دوما ما يكفي من الحديث المنقول المحفوظ كي نرى الصيغ المدبجة بوضوح. فلا يمكن تفسير أساس الصيغة المدبجة للأسلوب الهوميري إلا عن طريق حديث منقول طويل جدا. كان باري متيقنا من أن هوميروس قد نظم قصائده دون الاستعانة بالكتابة عن طريق حديث منظوم متوارث معتمد على مثل هذه الصيغ المدبجة . والمفارقة أن وولف وباري قد اتفقا تماما على هذه النقطة؛ إذ رأى كلاهما أن هوميروس قد نظم قصائده دون الاستعانة بالكتابة.
نامعلوم صفحہ