ہلل سندسیہ
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
اصناف
482
الذي لا نظير له.
قال المسعودي: بلاد الأندلس تكون مسيرة عمائرها ومدنها نحو شهرين، ولهم من المدن الموصوفة نحو من أربعين مدينة. انتهى باختصار. ونحوه لابن اليسع إذ قال: طولها من أربونة إلى أشبونة، وهو قطع ستين يوما للفارس المجد. وانتقد بأمرين: أحدهما أنه يقتضي أن أربونة داخلة في جزيرة الأندلس، والصحيح أنها خارجة عنها، والثاني أن قوله ستين يوما للفارس المجد إعياء وإفراط، وقد قال جماعة أنها شهر ونصف. قال ابن سعيد: وهذا يقرب إذا لم يكن للفارس المجد. والصحيح ما نص عليه الشريف من أنه مسيرة شهر. وكذا قال الحجاري. وقد سألت المسافرين المحققين عن ذلك فعملوا حسابا بالمراحل الجيدة أفضى إلى نحو شهر بنيف قليل. قال الحجاري في موضع من كتابه إن طول الأندلس من الحاجز إلى أشبونة ألف ميل ونيف اه. وبالجملة فالمراد القريب من غير مشاححة، كما قاله ابن سعيد وأطال في ذلك، ثم قال بعد كلام: ومسافة الحاجز الذي بين بحر الزقاق والبحر المحيط أربعون ميلا، وهذا عرض الأندلس عند رأسها من جهة الشرق، ولقلته، سميت جزيرة، وإلا فليست بجزيرة على الحقيقة، لاتصال القدر بالأرض الكبيرة، وعرض جزيرة الأندلس في موسطها عند طليطلة ستة عشر يوما.
واتفقوا على أن جزيرة الأندلس مثلثة الشكل، واختلفوا في الركن الذي في الشرق والجنوب في حيز أربونة، فممن قال إنه في أربونة. وإن هذه المدينة تقابلها مدينة برديل التي في الركن الشرقي الشمالي أحمد بن محمد الرازي، وابن حيان. وفي كلام غيرها أنه في جهة أربونة، وحقق الأمر الشريف، وهو أعرف بتلك الجهة لتردده في الأسفار برا وبحرا إليها، وتفرغه لهذا الفن. قال ابن سعيد: وسألت جماعة من علماء هذا الشأن فأخبروني أن الصحيح ما ذهب إليه الشريف، وأن أربونة وبرشلونة
483
غير داخلتين في أرض الأندلس، وأن الركن الموفي على بحر الزقاق بالمشرق بين برشلونة وطركونة
484
في موضع يعرف بوادي «زنلقطو»، وهنالك الحاجز الذي يفصل بين الأندلس والأرض الكبيرة، ذات الألسن الكثيرة، وفي هذا المكان جبل البرت، الفاصل في الحاجز المذكور، وفيه الأبواب التي فتحها ملك اليونان بالحديد والنار والخل، ولم يكن للأندلس من الأرض الكبيرة قبل ذلك في البر. وذكر الشريف أن هذه الأبواب في مقابلتها في بحر الزقاق البحر الذي بين جزيرتي ميورقة ومنورقة، وقد أخبر بذلك جمهور المسافرين لتلك الناحية. ومسافة هذا الجبل الحاجز بين الركن الجنوبي والركن الشمالي أربعون ميلا قال: وشمال الركن المذكور عند مدينة برديل، وهي من مدن الأفرنجة، مطلة على البحر المحيط، في شمال الأندلس. قال ويتقهقر البر بعد تميز هذا الركن إلى الشمال في بلاد الفرنجة، ولهم به جزائر كثيرة، وذكروا من الركن الشمالي عند «شنت
485
ياقوه» من ساحل الجلالقة في شمال الأندلس، حيث تبتدئ جزيرة «برطانية
نامعلوم صفحہ