بالموعظة والعفة والكرامة.
يعتقد بعض المفسرون ان قوله تعالى : ( نحن نقص عليك احسن القصص ... ) (1) اشارة الى مجموع القرآن ، اي ان القرآن الكريم كله قصص وحكايات ، والحال ليس كذلك ، صحيح يوجد في القرآن قصص كثيرة وحكايات بناءه ومربية كما ذكر في الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « ان احسن القصص هذا القرآن » (2).
وكما نقرأ في خطبة الامام امير المؤمنين عليه السلام قوله : « ان احسن القصص وابلغ الموعظة وانفع الذكر كتاب الله » (3).
ولكن هذا ليس معناه ان القرآن كتاب قصصي فقط ويقرا للتسلية وسد الفراغ ، بل القرآن الكريم دستور الهي وكتاب سماوي انزله الله تعالى على نبيه المرسل وخاتم الانبياء والرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو خاتم الرسالات السماوية ، ليهتدي به الناس ويسيرون على نهجه ومنهاجه وحكمه والعمل به بما فيه خير الدنيا والآخرة ، حيث قال تعالى : ( ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا ) (4).
والقصة التي في القرآن الكريم ليست بمعنى سرد الحكايات وسد الفراغ كما ذكرنا ، بل المراد معناها الجذري في اللغة وهو البحث عن آثار الشيء ، وترسم لنا في فصولها المثيرة اسمى دروس الحياة وحاكمية الله على كل شيء ، وتظهر لنا ما ينتهي اليه الحاسدون والحاقدون والمنافقون والمنحرفون عن الحق
صفحہ 136