ہکر محتل امریکی عزیز
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
اصناف
فقالت إيفا والفرح قد أخذ منها كل مأخذ: ماذا تريدين؟ هل تريدين أن أذهب معك إلى البنك لكي أدفع شبهة التزوير؟
فقالت: تذهبين معي؛ لكي يلعن الذين يروننا المرأة التي ساومت على ثمن زوجها؟! كلا؛ لن أذهب ولا أبقى في نيويورك ساعة بعد طلاقه. - إذن؛ ماذا تريدين؟ - لماذا لا تذهبين الآن إلى البنك وتقبضين الثمن؟ - إذن غدا نذهب معا، أنا إلى البنك وأنت وجاك إلى المحكمة. - لا بأس إذن، أعطيني التعهد حالا. - أبقي التحويل معك. - لا لا، التعهد عندي أكثر قيمة من التحويل؛ فخافت إيفا أن تكون مسز هوكر قد ندمت، وأنها تود أن تفسخ عقد الاتفاق؛ فقالت: إذن أذهب الآن إلى البنك، وفي ساعة أعود إليك بالمبلغ نقدا فانتظريني هنا.
وفي الحال نزلت إيفا، أما مسز هوكر فخرجت إلى رحبة المنزل الذي هو موضع الجلوس العمومي، واطمأنت إذ رأت التليفون، وجلست، وبعد برهة قرع جرس التليفون فأسرعت إليه في الحال، وتناولت بوقه فدنت الخادمة إذ سمعت صوت التليفون، فقالت لها مسز هوكر: الطلب لي.
فقالت تلك: هل مس كروس التي تخاطبك؟ - كلا؛ بل خادمتي.
فعادت الخادمة إلى شغلها وردت مسز هوكر البوق إلى أذنها وجعلت تجاوب المخاطب.
الفصل الثالث
الدبوس الألماسي
كان الوقت قد تجاوز الساعة الثانية لما خرجت مس إيفا كروس من منزلها، ولم تدر حينئذ أن حبيبا آخر يترقبها عن بعد وهو في ثوب رمادي وقبعة رمادية أيضا، وقد تتبعها حتى أدركها قبل أن وصلت إلى مدخل محطة «القطار النفقي» (وهو قطار كهربائي يسير في نفق تحت شوارع نيويورك)، فلما وقعت عينها على عينه ابتسمت له ابتسامة ضعيفة فحياها، وتقدم ومشى معها؛ فقالت: «أرجو إما أن تسبقني أو أن أسبقك.» - أإلى بناية نادي المراقص حيث كنا أول أمس؟
فامتقع وجهها، وقالت: ليس من مرقص الآن وما أنا متنكرة؛ فلا تذكر لي نادي المراقص بعد الآن. - إذن إلى أين تريدين أن أسبقك أو تسبقيني؟ - أريد أن لا تماشيني الآن، فإما أن تمشي أمامي أو أن تتأخر عني، أو أن تتخذ طريقا غير طريقي. - عجبا! أراك تغيرت علي؛ فكم مرة ماشيتك قبل الآن فلم تتحذري مثل الآن؟ - لا تطل الحديث معي؛ فإني أود أن أبقى وحدي. - فليكن ما تشائين يا أميرتي، ولكن هل آمل بلقاء آخر نتفاهم فيه؟ - لا تتعرض لي في مكان أو زمان حتى أنا أتعرض لك، فلا تمش معي خطوة بعد.
فتركها عند ذاك ودخل إلى محطة القطار النفقي، وفي بضع دقائق كان في جهة من شارع برودواي، فدخل إلى حانة، واختلى في قفص التليفون، وأسقط القرش في الفوهة المهيئة لذلك وتكلم. (وهنا نخبر القارئ أن طريقة المخاطبة في التليفون في أميركا ميسرة جدا، فأينما كنت ورغبت أن تخاطب أحدا في التليفون تجد على كل أبواب المحلات العمومية كالحانة والصيدلية والفندق والبقال ... إلخ؛ علامة أن هناك تلفونا عموميا، فتدخل من غير استئذان إلى قفص التليفون (وهو شبه خزانة)، وتقفل الباب عليك، وتخاطب من تشاء من غير أن يسمع أحد ماذا تتكلم.)
نامعلوم صفحہ