نعم نعم! ليت الملك فكر عندئذ في نهايته!
الحكماء :
تكلم. ماذا حدث له؟
المؤرخ :
تمضي الأيام، فيغزو قورش الثاني ملك الفرس مدينة سارديس عاصمة المملكة الليدية، ويأسر كرويزوس بعد أن حكم أربعة عشر عاما، وحوصرت عاصمة ملكه أربعة عشر يوما.
3
ويحضره الجنود مقيدا في الأغلال، فيمثل بين يدي الملك الذي أمر بتجهيز المحرقة، ووضع الأسير عليها مع سبعة من شباب الليديين. ربما قصد قورش من وراء ذلك أن يقدمهم قربانا لإلهه، أو يفي بوعد قطعه على نفسه. وربما بلغه أن كرويزوس كان ورعا تقيا، فأراد بإحراقه حيا أن يختبر قدرة إلهه على إنقاذه. مهما يكن الأمر فقد أصدر قورش أمره، فلما أن وقف الملك المسكين على المحرقة خطر على باله وهو في محنته ما قاله له صولون: ما من حي يمكن أن يوصف بأنه سعيد. وانكشفت له الحجب فتأوه بعد صمت طويل، وهتف ثلاث مرات: صولون! صولون! صولون! سمع قورش صيحته، فطلب من المترجمين أن يسألوه عن الاسم الذي استغاث به. وتقدم منه المترجمون وسألوه، فلاذ بالصمت طويلا قبل أن يقول: «هو إنسان كان حديثه أقيم من كل ما ملك جميع الطغاة من ثروات عظيمة.» بدا لهم القول لغزا، فألحوا عليه بالسؤال عما يقصد. وبدأ الملك المنكوب يروي عليهم كيف حضر إليه صولون الأثيني.
كرويزوس :
ها أنت قد رأيت كنوزي. ما رأيك يا صولون؟
صولون :
نامعلوم صفحہ