وارتفعت صيحة كرويزوس بعد فوات الأوان، فصرخ بصوت رهيب: «صولون! صولون! صولون! يا من صدقت نبوءتك بحق!» وحرك النداء قلب قورش، فأمر بإطفاء النار ورفعه عن المحرقة. وانهمر المطر من السحب.
فقهر الحريق، وتقدمت كتيبة من الجنود فأمسكت بكرويزوس، وقادته إلى الملك.
سأله عن صولون وعن سبب هتافه باسمه، فأخذ يروي عليه تجربته بالتفصيل، وأشفق عليه الملك، وأثنى على صولون الذي أدرك قوة القدر فأحسن الإدراك.
وأصبح كرويزوس منذ ذلك الحين صديق قورش الذي أمر بتطويق عنقه بقلادة ذهبية، وجعله يقضي بقية عمره بجانبه. أما أنا فشهادة الملكين مديح وثناء علي، إذ قال كلاهما: معك الحق.
وعلى كل منكم أن ينتبه لما قلت لأحدهما.
لقد انتهيت مما جئت لأجله.
انظروا! ها هو خيلون قادم فوداعا، وصفقوا!
خيلون :
يؤلمني فخذاي من الجلوس، كما تؤلمني من النظر عيناي، وقد انتظرت حتى انصرف صولون.
آه! ما أقل ما يقوله «الأتيكي» في خطبة طويلة!
نامعلوم صفحہ