الحجج المقنعة لنور الدين السالمي بتحقيق بورلرواح
الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة
للعلامة نور الدين أبي محمد عبد الله بن حميد السالمي
(1284/ 1332ه 1867/1914م)
تحقيق
إبراهيم بن علي بن عمر بولرواح
مع ملحق بلقاء مع سماحة
الشيخ أحمد بن حمد الخليلي وفضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي حول موضوع الرسالة، ومسائل متعلقة بها
إهداء
إلى روح الوالد الذي اصطفاه الله إلى جواره
وإلى قلب والدتي الحبيبة التي أرقها تحمل عبء تربيتنا بعده
وإلى أرواح شهداء الحق.
إلى كل المجدين في سبيل إعلاء راية لا إله إلا الله
محمد رسول الله
أهدي هذا العمل المتواضع.
إبراهيم
محتويات البحث
الموضوع.......................................الصفحة
قسم الدراسة.........................................08
مقدمة.............................................. 09
المبحث الأول: نبذة عن حياة الشيخ السالمي رحمه الله.....................12
المبحث الثاني: التعريف برسالة الحجج المقنعة ........................ 16
وصف المخطوطات...................................... 17
المبحث الثالث: أهمية ومكانة رسالة الحجج المقنعة....................26
المبحث الرابع: وقفة مع أحاديث أصل بها السالمي أهم المسائل................27
أولا: تخريج الأحاديث.....................................27
أ- حديث «إن الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا...»:.. ..........27
ب- حديث «أربع إلى الولاة؛ الفيء والصدقات والحدود والجمعات»:............30
ج- حديث «لا جمعة ولا تشريق ولا فطر ولا أضحى إلا في مصرجامع...» أو «مدينة عظيمة»:.............................................35
د- حديث «لا جمعة إلا في مصر جامع » و «لا جمعة حتى يجتمع لها ثلاثة؛ مصر جامع وإمام ومنبر»:.............................................36
ثانيا: مدى اعتماد الإباضية على هذه الأحاديث.......................37 المبحث الخامس:........................................38
صفحہ 1
أولا: موقف السالمي من مسألة المصر والتمصير........................38
ثانيا: موقف السالمي من مسألة الإمام وعدالته.........................39
خاتمة: نتائج الدراسة......................................42
... قسم تحقيق رسالة الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة................44
تمهيد:.............................................. 45
المقدمة: في صفة صلاة الجمعة وفي حكمها وفي الأدلة على وجوبها...........46
صفة صلاة الجمعة............................... 46
حكم الدخول مع الإمام في صلاة الجمعة................ 48
حكم من فسدت عليه صلاة الجمعة................... 49
حكم صلاة الجمعة والأدلة على وجوبها.................51
دليل وجوبها من السنة..............................52
بيان المكان الذي تؤتى منه الجمعة...................... 54
بيان كيفية فرض الجمعة وأنه فرض على الأعيان.............56
المقصد الأول: في شروط وجوب الجمعة...........................60
الشروط العامة.................................61
الشروط الخاصة............................... 62
إمامة العبد والمسافر في الجمعة وغيرها................... 68
إمامة الصبي في الجمعة.............................70
حكم المدبر والمكاتب........................ 71
إذن السيد لعبده في الجمعة..........................71
حكم السفر يوم الجمعة..........................72
الموانع الرافعة لوجوب الجمعة..........................73
المقصد الثاني:في شروط صحة الجمعة............................75
المصر والإمام................................. 76
صفحہ 2
الأدلة على اشتراط المصر الجامع...................... 77 الجمعة في غير الأمصار الممصرة......................89
تعدد الجمعة في المصر الواحد........................90
حكم التخلف عن الجمعة لمن كان دون الفرسخين وحكم إقامتها في غير الجامع.................................93
الإمام شرط لوجوب الجمعة ولصحتها....................95
عدالة الإمام وهل هي شرط؟........................97
سفر الإمام والجمعة.............................105
إذن الإمام.................................. 108
الجماعة....................................111
المقدار الذي تصح به الجمعة.........................112
إذا لم يحضر الجمعة إلا من لا تجب عليه........................ 115
انفضاض الجماعة عن الإمام.........................116
الوقت.....................................117
النداء.....................................120
حكم البيع بعد النداء للجمعة ......................123
الخطبة.................................... 126
مضمون الخطبة................................128
الكلام فيما يختص بالخطيب.......................139
ما يختص بمن حضر الخطبة.........................143
الإقامة....................................148
الخاتمة في سنن الجمعة وآدابها وفضلها............................150
سننها.....................................157
آدابها.....................................158
آداب اليوم مع ليلتها..............................159
فضلها.....................................161
الملاحق........................................... 165
صفحہ 3
الملحق رقم (01) لقاء مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي.............. 166 الملحق رقم (2) رأي الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي في تعدد الجمعة، واشتراط المصر لها................................................179
الملحق رقم (3) حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد/ش: سعيد القنوبي ..... 187
الفهارس...........................................198
فهرس المصادر والمراجع...................................199
فهرس الآيات..................................... .... 210
فهرس الأحاديث والآثار.............................. ....211
فهرس الأعلام.................................... .....220
فهرس الأديان والفرق والأمم والجماعات.................... .....227
فهرس الأماكن والبلدان............................. .....228
فهرس الأبيات الشعرية ....................................229
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي جمع بين الإخوة الأعداء في طيبة (يثرب)، وألف بين قلوبهم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرع لنا ذكره تطمينا لقلوبنا { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } (¬1) ، ونادانا وأمرنا بالسعي إليه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أرسله الله بشيرا ونذيرا، وجعله سببا للم شتات البشرية، فآخى بين المهاجرين والأنصار كخطوة من الخطوات الأولى في بناء صرح الأمة الإسلامية، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نهجوا نهجه واتبعوا سنته، وعلى من جاء بعدهم مقتفيا أثرهم إلى يوم الدين وبعد:
فإن موضوع صلاة الجمعة من المواضيع التي شغلت بال الفقهاء، وامتلأت بها بطون الكتب دراسة وتحليلا.
والشيخ السالمي -رحمه الله- ممن أدلى بدلوه، فكتب رسالة خاصة في هذا الموضوع، وركز فيها على تبيين أدلة الإباضية ورأيهم في أهم المسائل المتعلقة به.
¬__________
(¬1) - ... سورة الرعد: الآية 28.
صفحہ 4
وقد تم اختياري لدراسة وتحقيق هذه الرسالة بعد اقتناعي بضرورة مسايرة المسلمين للتقدم الحضاري وفق مقاصد الشرع الحنيف، وكذلك ضرورة الاعتناء بتراث الإمام السالمي -رحمه الله- الذي تناسته الأقلام رغم ما أبلى من بلاء حسن في سبيل تجديد دين هذه الأمة.
وقد جعلت الدراسة في مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة:
المبحث الأول: خصصته للتعريف بالعلامة السالمي -رحمه الله-، ولما لم يكن قصدي تركيز الدراسة على حياته من جهة، ومن جهة أخرى فإن بعض الكتاب من الإباضية وغيرهم قد تكلموا بعض الشيء عنه، فقد فضلت أن أنقل عنهم دون تصرف إلا قليلا، تاركا أمر تسليط الأضواء على جوانب عبقرية المؤلف -رحمه الله- للمختصين.
والمبحث الثاني: خصصته للتعريف برسالة الحجج المقنعة ودواعي تأليفها، ووصف المخطوطات المعتمدة.
والمبحث الثالث: جعلته لتبيين أهمية ومكانة هذه الرسالة.
والمبحث الرابع: جعلته وقفة مع أحاديث أصل بها المؤلف أهم مسائله، حيث خرجت الأحاديث، وبينت مدى اعتماد الإباضية عليها.
والمبحث الخامس: جعلته لتبيين موقف العلامة السالمي من أهم مسائل الاختلاف في هذا الموضوع بين الإباضية أنفسهم، وبينهم وبين غيرهم، وهذه المسائل هي: مسألة المصر والتمصير، ومسألة الإمام (الحاكم) وعدالته.
أما في الخاتمة فقد لخصت أهم النتائج المتوصل إليها بعد هذه الدراسة.
وفي قسم التحقيق قمت بالآتي:
1- ضبط النص، والمقارنة بين المخطوطات.
صفحہ 5
2- تخريج الآيات والأحاديث التي استدل بها المؤلف، معتمدا في عزو الأحاديث على الجامع الصحيح للربيع بن حبيب، وصحيحي البخاري ومسلم، وكتب السنن الأربعة، والمسند للإمام أحمد. وما لم يكن في هذه الكتب الثمانية فقد اعتمدت في عزوه على مجمع الزوائد للهيثمي، وفتح الباري لابن حجر، ونيل الأوطار للشوكاني، والجامع الصغير للسيوطي. وفي ذكر درجة صحة الحديث اعتمدت على هذه الكتب الأربعة الأخيرة فيما لم يرد في جامع الربيع أو صحيحي البخاري ومسلم، وما كان في هذه الثلاثة فقد اكتفيت بالعزو إليها.
3- توثيق النصوص والأقوال التي استشهد بها العلامة السالمي -رحمه الله-.
4- التعريف بالأعلام الواردة (أشخاص ، بلدان، ...).
5- تسهيلا لتصفح هذا العمل المتواضع وضعت في آخر الرسالة فهارس للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأعلام، والفرق والأمم والجماعات، والبلدان والأماكن، والمصادر والمراجع.
6- كما ألحقت بالرسالة ملاحق تكمل ما يمكن أن يكون في هذه الرسالة من نقص، سواء في وجهات النظر في المسائل المطروحة، أو بعض المسائل المتعلقة بموضوع صلاة الجمعة.
وفي الختام أحمد الله سبحانه وتعالى على أن من علي بإنجاز هذا العمل، وأسأله تعالى أن يجعل هذا الجهد ذخرا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وأتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ساعدني من قريب أو بعيد على إنجاز هذا العمل المتواضع، وعلى تذليل الصعوبات التي اعترضت سبيله، والتي لا يخلو منها عمل، وأخص بالذكر معهد الحياة (¬1) -إدارة وأساتذة- الذي أدركت فيه حلاوة العلوم الشرعية، وحاجة الأمة إلى من يحمل عبء الدعوة إلى الله، وجعل الشريعة الإسلامية منهجا وسلوكا في حياتها.
¬__________
(¬1) - ... أصل هذا المبحث مقدم لاستكمال متطلبات السنة الرابعة شريعة في السنتين الدراسيتين 96/97- 97/1998.
صفحہ 6
كما أشكر أستاذي ومشرفي الدكتور مصطفى بن صالح باجو الذي ساعدني بالنفس والنفيس، ووقف على إنجاز هذا العمل، فقد كان لي بمثابة الأب الحاني والأخ الشقيق.
وإن أنس فلا أنسى فضل إخواني الميزابيين بمدينة قسنطينة، الذين آووني خلال مدة إقامتي معهم، وكانوا لي خير من يشد أزري.
فبارك الله في مساعي الجميع وأجزل لهم العطاء إنه سميع مجيب الدعاء.
مسقط يوم الاثنين 17 محرم 1428ه / 05 فيفري2007م.
إبراهيم بن علي بن عمر بولرواح
المبحث الأول: نبذة مختصرة (¬1) عن حياة الشيخ السالمي رحمه الله
التعريف بالشيخ السالمي:
هو العلامة المجتهد المجدد الفقيه المحقق الأديب اللغوي المؤرخ... الشيخ نور الدين أبو محمد عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي. ولد سنة (1284ه/ 1867م) ببلدة الحوقين من أعمال الرستاق بمنطقة الباطنة بعمان. من أسرة كريمة عرفت بالعلم والتقوى.
فقد بصره في فترة متقدمة من عمره، وعوضه المولى عز وجل بذكاء وبصيرة حادين؛ فكان قلما يسمع شيئا وينساه، ويحكي عن نفسه متحدثا بنعمة الله أنه حفظ وهو ابن أربعة أشهر أو دونها.
تعلم القرآن وحفظه على والده حميد بن سلوم. ثم التحق بمجالس العلم التي كانت تزخر بها مدينة الرستاق فلازم علماءها ردحا من الزمن، وفي مقدمتهم:
الشيخ ماجد بن خميس بن راشد العبري، والشيخ راشد بن سيف اللمكي، والشيخ محمد الهاشمي، والشيخ محمد بن سيف الرحلي، والشيخ محمد بن مسعود البوسعيدي.
¬__________
(¬1) - ... لمزيد التفصيل في حياة الشيخ السالمي انظر: مقدمة تحقيقنا لكتاب معارج الآمال لنفس المؤلف.
صفحہ 7
ثم انتقل من الرستاق إلى المنطقة الشرقية حين سمع بفضل العالم الكبير الشيخ صالح بن علي الحارثي، فنزل أول الأمر ببلدة المضيبي في جوار الشيخ سلطان بن محمد الحبسي، ثم انتقل إلى القابل بلدة الشيخ صالح المذكور، فلازمه إلى حين وفاته وكان أكثر ما أخذ من العلم عنه؛ فقد أخذ عنه التفسير والحديث وأصول الدين وأصول الفقه والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق.
أما علم الحديث فقد اتسع أفق الشيخ السالمي فيه بعد سفره إلى الحج عام (1323ه/1905م) ولقائه بعلماء الآفاق، ومن بينهم المتخصصون في علم الحديث، الذين كانت بينه وبينهم مناظرات، مما دعاه إلى الرجوع لكثير من المؤلفات الحديثية، وحرص على المطالعة في الأمهات الست وغيرها من كتب الحديث، التي بصماتها ظاهرة على غيرها في تآلفيه.
بعد وفاة الشيخ صالح بن علي الحارثي تصدى الشيخ السالمي لنشر العلوم والدعوة والإرشاد. وكان لا يخفي نزعته الإصلاحية في آرائه الفقهية، مما جعله يواجه المجتمع الذي ربما كان بعض أفراده يحرصون على آراء العلماء السابقين، ويرون أن لتلك الآراء قدسية، وكان الإمام السالمي -رحمه الله- في مواجهة ذلك يأتي بالقول الذي يترجم بالدليل، ويرى أن الدليل الشرعي أولى بالاتباع.
صفحہ 8
كان ذا عزيمة قوية صارمة تفل الحديد، فبز أقرانه علما وأدبا وفقها وتحقيقا. وكان يأسف أشد الأسف على ما آلت إليه أوضاع الأمة الإسلامية، مما جعله يسعى جاهدا إلى إحياء الإمامة بعمان، ولم يمل أو يكل إلى أن توجت مساعيه بمبايعة الإمام سالم بن راشد الخروصي -رحمه الله- وقع بينه وبين شيخه ماجد بن خميس العبري خلاف، بسبب فتوى الشيخ السالمي في الأوقاف التي وقفت على قراءة القرآن على المقابر؛ أنها ترجع إلى الورثة. فشد الإمام السالمي رحاله ليصلح ما بينه وبين شيخه، إلا أن الأجل وافاه في الطريق، فدفن ببلدة تنوف المجاورة لمدينة نزوى بالمنطقة الداخلية.
وكانت وفاته -رحمه الله- في شهر ربيع الأول من عام 1332ه الموافق لعام 1914م.
درس على يديه تلاميذ كثيرون وتخرج منهم علماء ومشايخ أجلاء منهم:
الإمام سالم بن راشد الخروصي، والإمام محمد بن عبد الله الخليلي، والعلامة عامر بن خميس المالكي، والعلامة الأمير عيسى بن صالح الحارثي، والعلامة حمد بن عبيد السليمي، والعلامة سيف بن حمد الأغبري، وولداه الشيخان محمد وحمد ابني عبد الله السالمي، وغيرهم كثير.
ترك العلامة السالمي مؤلفات قيمة عدية منها:
1. أنوار العقول : منظومة في أصول الدين في ثلاثمائة بيت من الرجز .
2. بهجة الأنوار : شرح مختصر ل " أنوار العقول" .
3. مشارق الأنوار: شرح مطول ل"أنوار العقول".
4. صواب العقيدة : قصيدة في التوحيد في سبعة وسبعين بيتا، جمع فيها قواعد التوحيد وما لا يسع المكلف جهله.
5. غاية المراد في الاعتقاد : منظومة في التوحيد أيضا.
6. كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة : منظومة في التوحيد أيضا.
7. شمس الأصول: أرجوزة في أصول الفقه في ألف بيت من أبدع النظم وأمتنه.
8. طلعة الشمس : شرح ضاف ل "شمس الأصول" .
9. شرح مسند الإمام الربيع بن حبيب : في ثلاث مجلدات.
10. نظم مختصر الخصال : منظومة في الفقه تنيف على ألفي بيت نظم فيها " مختصر الخصال" للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن قيس الحضرمي -رحمه الله-.
صفحہ 9
11. معارج الآمال على مدارج الكمال بنظم مختصر الخصال : شرح ل"مختصر الخصال" في الفقه المقارن في ثماني مجلدات ضخمة، انتهى فيه إلى باب الاعتكاف، وقد انتصف ما كان نوى أن يتمه؛ فقد كان ناويا أن يجعله في ستة عشر مجلدا لو لم تعاجله المنية.
12. جوهر النظام : أرجوزة في الأديان تزيد على أربعة عشر ألف بيت في أسلوب سلس محكم متين قل أن يكون له نظير.
13. العقد الثمين : في الفتاوى في سبعة أجزاء.
14. تلقين الصبيان : في الفقه للناشئة.
15. المنهل الصافي في العروض والقوافي : أرجوزة شرحها شرحا بديعا.
16. الشرف التام في شرح دعائم الإسلام : شرح فيه بعض قصائد ابن النضر صاحب الدعائم .
17. تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان : كتاب قيم جمع فيه تاريخ عمان.
18. الحق الجلي في سيرة صالح بن علي .
19. اللمعة المرضية في أشعة الإباضية.
20. بلوغ الأمل : في النحو.
21. الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة .
22. رسالة بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود .
23. رسالة الحجة الواضحة في الرد على التلفيقات الفاضحة : رد فيها على الذي ادعى العلم ولم يبلغه، وتعاطى منزلة الاجتهاد من أهل زمانه وهو لم يهيأ لها.
24. شرحه على العمرطيه : وهو شرح أرجوزة يحيى العمريطي، وهذا الشرح لا يقل أهمية عما سبق من الشروح لما يجمع بين صفحاته من إيجاز محكم وجهد متقن.
25. ديوان "شعر " في غاية البلاغة والفصاحة.
26. كتاب مجموع المناظيم. هذه هي أهم مؤلفات الشيخ السالمي رحمه الله، وله مؤلفات ورسائل أخرى.
المبحث الثاني: التعريف برسالة الحجج المقنعة
الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة للعلامة نور الدين السالمي -رحمه الله-، رسالة وضعها تلبية لطلب من شيخه حمد بن يوسف بن سعيد، وضمنها حجج الأصحاب (الإباضية) في موضوع صلاة الجمعة.
صفحہ 10
وقد طبعت هذه الرسالة للمرة الأولى بهامش الجزء الثاني من كتاب طلعة الشمس -للسالمي- بمطبعة الموسوعات بمصر بدون تاريخ الطبع، غير أنها تحمل إشارة إلى أنها طبعت في حياة المؤلف، وذلك واضح من العنوان: " كتاب شرح طلعة الشمس... السالمي؛ أطال الله بقاء ه." وصورت تلك النسخة كما هي دون أي تحقيق بعمان سنة 1981. وأخيرا طبعت الرسالة منفردة بعمان سنة 1996 مع بعض التعاليق القليلة لسعود بن حمد بن نور الدين السالمي، والشيخ سالم بن حمد بن سليمان الحارثي. وبهذا يتجلى أن الرسالة لم تحظ بالتحقيق رغم طبعاتها المتعددة، إلى أن من الله علينا بتدارك ذلك، فله الحمد والمنة.
وقد اعتمدت في ضبط النص -في عملي هذا- على نسختين معروضتين على المؤلف، رمزت للأولى بالرمز (أ)، وللثانية بالرمز (ب)، وسآتي على تفصيل الكلام عنهما في الأسطر القادمة، كما اعتمدت على تصحيح للسالمي على بعض مؤلفاته المطبوعة -وهي: مشارق أنوار العقول، وبهجة الأنوار، وطلعة الشمس، والحجج المقنعة- جعلته مرجحا لما اختلفت فيه النسختان.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرسالة تعبر عن رأي السالمي في أهم المسائل مثل المصر والإمام والتعدد في المصر الواحد، ولم يتغير فيها رأيه عما قاله في كتبه الأخرى التي تناولت هذا الموضوع، وهي بالإضافة إلى هذه الرسالة: معارج الآمال ، والعقد الثمين، و جوهر النظام .
ويمكن أي يستثنى من ذلك ما صرح به فيها (¬1) من أن الجمعة فرض عين، وصرح في العقد الثمين (¬2) بأنها فرض كفاية.
وصف المخطوطات:
المخطوطة (أ): ضمن مجموع بمكتبة نور الدين السالمي (رقم 36)
يضم الرسائل التالية: الحجج الواضحة + الحجج المقنعة + الحق الجلي + إيضاح البيان وكلها من مصنفات الإمام السالمي
العنوان: الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة.
¬__________
(¬1) - ... السالمي: الحجج المقنعة، ص54.
(¬2) - ... السالمي: العقد الثمين، 02/205.
صفحہ 11
الحجم: 129 صفحة في 65 ورقة.
المقاس: 16×24.
الورق: قديم، خشن، سليم غير متآكل، أبيض مائل إلى الاصفرار.
المسطرة: عدد الأسطر في الصفحة الواحدة ما بين 17 و18 سطرا. وعدد الكلمات في السطر الواحد ما بين 09 و12 كلمة.
الخط: النسخ.
المداد والأقلام: أسود في كامل النسخة، والقلم واحد غليظ بعض الشيء، إلا في العناوين ورؤوس الفقرات أو الإحالات المهمة فباللون الأحمر مثل: المقصد الأول في ... ، وأقول ... ، وفي الإيضاح ... .
والخط الذي كتب به تاريخ التأليف والعرض على المؤلف مغاير في السمك وشدة السواد، مما يدل على أنه ممكن أن يكون قد كتب في وقت لاحق.
وصف النص: واضح، فيه تصحيحات جانبية نحوية أو إملائية يسيرة.
التعقيبات: يستعملها بين الصفحتين المتلازمتين بكلمة أو أكثر.
الأخطاء: لغة المخطوطة سليمة وليس فيها ما يشين إلا ما لا يكاد يذكر.
الناسخ: غير مذكور.
تاريخ النسخ: يوم الجمعة الزهراء لخمس عشرة ليلة خلون من شهر صفر من سنة خمس عشرة سنة وثلاث مائة سنة بعد الألف من الهجرة النبوية.
تاريخ العرض على المؤلف: يوم الجمعة 20 من ربيع الأول سنة 1330ه.
المخطوطة (ب): ضمن مجموع بمكتبة نور الدين السالمي (رقم 215)
يضم الرسائل التالية: الحق الجلي + الحجج المقنعة + روض البيان وكلها من مصنفات الإمام السالمي.
العنوان: الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة.
الحجم: 178 صفحة في 90 ورقة.
المقاس: 13×18.
الورق: أملس صقيل، قديم، سليم، بني اللون.
المسطرة: عدد الأسطر في الصفحة الواحدة ما بين 17 و19سطرا. وعدد الكلمات في السطر الواحد ما بين 04 و10 كلمات.
الخط: النسخ.
المداد والأقلام: أسود في كامل النسخة، وبقلم واحد ليس بالرقيق ولا الغليظ، إلا في العناوين ورؤوس بعض الفقرات والإحالات المهمة فباللون الأحمر كالنسخة السابقة.
خط العرض والتصحيح مغاير لبقية النص في شدة السواد.
صفحہ 12
وصف النص: واضح، فيه بعض التصحيحات الجانبية الإملائية أو التكميلية اليسيرة.
التعقيبات: يستعملها بين الصفحتين المتلازمتين بكلمة أو أكثر.
الأخطاء: لغة المخطوطة سليمة في الغالب.
الناسخ: سعيد بن خميس بن حمد بن سالم المدسري البهلوي، مولى بني علي.
تاريخ النسخ: يوم ستة عشر ليلة خلت والثلثا من شهر صفر من شهور سنة ستة عشر سنة وثلاث مائة سنة من الهجرة.
(صحح هذا التاريخ هكذا): في الجمعة الزهراء لخمس عشر ليلة خلون من شهر صفر من سنة خمس عشر سنة وثلاث مائة بعد الألف من الهجرة.
عرضت على المؤلف (تمام العرض): يوم سبعة وعشرين من شهر ربيع الأول من شهور سنة ستة عشر وثلاث مائة وألف.
صورة صفحة الفهرس والغلاف من النسخة (أ)
وهي الورقة رقم 33 ضمن مجموع بمكتبة نور الدين السالمي (رقم 36)
يضم الرسائل التالية: الحجج الواضحة + الحجج المقنعة + الحق الجلي + إيضاح البيان
وكلها من مصنفات الإمام السالمي
صورة الصفحتين الأولى والثانية من النسخة (أ)
وهي الورقة رقم 34 ضمن مجموع بمكتبة نور الدين السالمي (رقم 36)
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة (أ)
وهي الورقة رقم 97 ضمن مجموع بمكتبة نور الدين السالمي (رقم 36)
صورة صفحة الفهرس من النسخة (ب)
وهي الورقة رقم 25 ضمن مجموع بمكتبة نور الدين السالمي (رقم 215)
يضم الرسائل التالية: الحق الجلي + الحجج المقنعة + روض البيان
وكلها من مصنفات الإمام السالمي
صورة تتمة الفهرس والصفحة الأولى من النسخة (ب)
وهي الورقة رقم 26 ضمن مجموع بمكتبة نور الدين السالمي (رقم 215)
صورة الصفحة الأخيرة من النسخة (ب)
وهي الورقة رقم 112 ضمن مجموع بمكتبة نور الدين السالمي (رقم 215)
- - -
صفحہ 13
المبحث الثالث: أهمية ومكانة رسالة الحجج المقنعة إن المستقصي لموضوع صلاة الجمعة وأحكامها في أمهات كتب الفقه الإباضي يجد صعوبة جمة في التعامل مع هذا الموضوع، رغم أهمية وغزارة المادة في تلك الكتب، وذلك بسبب أن بعضها لم يعتن بالتبويب وحسن الترتيب، وبعضها لم يعتن بالتأصيل (ذكر الدليل)، وبعضها لم يعتن بالمقارنة والترجيح، وبعضها لم يعتن بتقصي فروع المسائل في الموضوع الواحد، وهكذا ...
وبناء على ذلك فإن رسالة الحجج المقنعة قد اكتسبت أهمية كبيرة من عدة جوانب منها:
1) كون موضوعها في رسالة مستقلة عن المواضيع الفقهية الأخرى التي احتوتها الأسفار الضخام، والتي لا يستطيع الكثيرون اقتناءها ولا الاطلاع عليها لصعوبة التعامل معها.
2) حاول فيها المؤلف -رحمه الله- جمع حجج الإباضية في أهم نقاط الخلاف بينهم وبين غيرهم في موضوع صلاة الجمعة، وتقصاها في بطون الكتب التي لم تفتأ تذكر بعضها وتعزف عن أخرى.
3) لم يكتف المؤلف -رحمه الله- بجمع الحجج فقط، بل قارن بينها ورجح ما رجح، وفند ما فند؛ سواء في ما بين الإباضية وغيرهم، أو فيما بين الإباضية أنفسهم.
4) رتب المؤلف -رحمه الله- مسائلها ترتيبا متسلسلا يجعلك تتتبع الجزئيات دون تيه ودون عناء رغم استطراده أحيانا في نقط فرعية.
وبفضل هذه الرسالة يستطيع المرء أن يطلع على رأي الإباضية في موضوع الجمعة، والأدلة التي اعتمدوها، وبذلك يدرك أنهم -وإن خالفوا في بعض المسائل والفروع- كغيرهم من المذاهب الإسلامية يعتمدون على: الكتاب والسنة والإجماع والقياس وباقي الأصول التشريعية الأخرى المعروفة لدى عموم المسلمين، وذلك مما يكفل تضييق فجوة الخلاف بين المدارس الإسلامية، ويجعلها متكاملة غير متضادة.
المبحث الرابع: وقفة مع أحاديث أصل بها السالمي أهم المسائل
أولا: تخريج الأحاديث:
صفحہ 14
أ- حديث «إن الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا...»:
هذا الحديث وجدته يروى عن أربعة من الصحابة، وهم: جابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وطلحة بن عبيد الله (¬1) ، ولكن الأسانيد إلى هؤلاء كلها ضعيفة، وقد لخص ابن حجر ما قيل في هذا الحديث فقال:
أخرجه ابن ماجة (¬2)
¬__________
(¬1) - ... ذكر العيني أن الطبراني في الأوسط رواه عن ابن عمر. ولكني لم أجده عن ابن عمر عند الطبراني أو غيره. انظر؛ العيني: عمدة القاري، 06/191.
(¬2) - ... سنن ابن ماجة، كتاب إقامة الصلاة، باب في فرض الجمعة، ر1081، ص122. وهذا سند الحديث ومتنه بتمامه:
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا الوليد بن بكير أبو خباب، حدثني عبد الله بن محمد العدوي، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله ، قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا، واعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا، في يومي هذا، في شهري هذا، من عامي هذا إلى يوم القيامة، فمن تركها في حياتي أو بعدي، وله إمام عادل أو جائر استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله له شمله، ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ولا زكاة له، ولا حج له، ولا صوم له، ولا بر له حتى يتوب، فمن تاب تاب الله عليه، ألا لا تؤمن امرأة رجلا، ولا يؤم أعرابي مهاجرا، ولا يؤم فاجر مؤمنا، إلا أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه».
صفحہ 15
من رواية عبد الله بن محمد بن العدوي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن جابر قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا...» الحديث بطوله، وفيه هذا وغيره، أخرجه ابن عدي (¬1) ، وروى عن وكيع أن العدوي كان يضع الحديث. وله طريق أخرى عند أبي يعلى (¬2) من رواية فضيل بن مرزوق : أخبرني الوليد بن بكير عن [محمد] (¬3) بن علي عن سعيد بن المسيب، وفي إسناده نظر (¬4) . فقال: رواه الطبراني في الأوسط (¬5) من رواية موسى بن عطية الباهلي عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد (¬6) ، وقال: تفرد به يحيى بن حبيب عن موسى بن عطية، وقال: رواه أسد بن موسى وعبد الله بن صالح العجلي عن فضيل بن مرزوق عن الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدوي عن علي بن زيد عن سعيد عن جابر. قلت: فرجعت الرواية الأخرى إلى العدوي. وقال ابن حبان في الضعفاء (¬7) :
¬__________
(¬1) - ... ابن عدي: الكامل في ضعفاء الرجال، ترجمة عبد الله بن محمد العدوي، ر998، 04/180.
(¬2) - ... مسند أبي يعلى الموصلي، ر1856، 03/381.
(¬3) - ... في الأصل: نمر، وما أثبته من مسند أبي يعلى.
(¬4) - ... قال ابن الجوزي في ترجمة فضيل بن مرزوق: "قال يحي: ضعيف، وقال مرة: ثقة. وقال الرازي: لا يحتج به. وقال ابن حبان: يخطئ على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات." انظر؛ ابن الجوزي: الضعفاء والمتروكين، ر2726، 3/9.
(¬5) - ... الطبراني: المعجم الأوسط، ر7246، 07/192..
(¬6) - ... قال الهيثمي بعد ما أورد الحديث عن أبي سعيد: "رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عطية الباهلي ولم أجد من ترجم له وبقية رجاله ثقات" (الهيثمي: مجمع الزوائد، 02/169). أقول: ولكن في سنده أيضا فضيل بن مرزوق وهو ضعيف حسب ما تقدم في سند أبي يعلى.
(¬7) - ... ابن حبان: المجروحين، ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، ر1012، 02/305..
صفحہ 16
أخبرنا ابن خزيمة حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد ، وقال: محمد بن عبد الرحمن يروي العجائب. ورواه في الضعفاء (¬1) أيضا من طريق خالد بن عبد الدائم: حدثنا نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد عن أبي هريرة، وأعله بخالد بن عبد الدائم. وقال الدارقطني في العلل (¬2) : اختلف زهرة و علي[بن زيد بن جدعان] في صحته، وكلاهما غير ثابت" (¬3) .
وقال ابن حجر أيضا:
¬__________
(¬1) - ... قال ابن حبان في ترجمة خالد بن عبد الدائم: "شيخ مصري، يروي عن نافع بن يزيد المناكير التي لا تشبه حديث الثقات، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد المشهورة". انظر؛ ابن حبان: المجروحين، ر297، 01/280.
(¬2) - ... الدارقطني: العلل، ر1723، 09/209.
(¬3) - ... ابن حجر: الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف[بهامش كتاب الكشاف]، 04/534.
صفحہ 17
" قال ابن عبد البر: لهذا الحديث طرق ليس فيها ما يقوم به حجة، إلا أن مجموعها يدل على بطلان قول من حمل على العدوي، أو على مهنأ بن يحيى. قلت: العدوي المذكور هو عبد الله بن محمد، أخرج له ابن ماجة هذا الحديث من رواية الوليد بن بكير الكهولي عنه عن علي بن زيد، والحديث معروف بالعدوي، ذكر ابن عبد البر أن جماعة أهل العلم بالحديث يقولون إنه من وضعه، وأنهم حملوا عليه من أجله؛ قال: لكن وجدناه من رواية غيره، ثم ذكر أن محمد بن وضاح -وكان ثقة- حدث به عن زهير بن عباد عن بشر العابد عن فضيل عن محمد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب به، وأن ابن وضاح حدث به أيضا عن ابن أبي خيثمة عن محمد بن مصفى عن بقية عن حمزة بن حسان عن علي بن زيد به. قلت: الإسناد الذي حدث به ابن وضاح عن زهير بن عباد ليس بشيء للجهل بحال بشر وفضيل عن محمد بن إبراهيم، وعندي أن بشرا هو ابن الحارث الحافى، وفضيلا هو ابن مرزوق، وقوله في الإسناد عن محمد بن إبراهيم وإنما هو عن الوليد بن بكير عن علي بن زيد، وأما الإسناد الذي فيه بقية فليس سوى حمزة بن حسان، وهو مجهول، وشيوخ بقية المجهولون لا يعرج عليهم والله تعالى أعلم" (¬1) .
¬__________
(¬1) - ... ابن حجر: لسان الميزان، ترجمة مهنأ بن يحي السامي، ر379، 06/108.
صفحہ 18
هذا ملخص ما قيل في أسانيد هذا الحديث، وبالإضافة إلى من ذكرهم ابن حجر ممن رووه، فقد رواه أيضا عبد بن حميد في مسنده عن جابر بن عبد الله (¬1) ، وفي سنده حمزة بن حسان وعلي بن زيد (¬2) ، وكلاهما ضعيف. ورواه أيضا الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز عن طلحة بن عبيد الله (¬3) ، وفي سنده عبد الله بن محمد العدوي، وقد تقدم الكلام عنه (¬4) .
¬__________
(¬1) - ... مسند عبد بن حميد، ر1136، 01/344.
(¬2) - ... علي بن زيد بن جدعان، قال فيه يحي: ليس بشيء. وقال أحمد: ضعيف. وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال البخاري لا يحتج به. وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الترمذي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي (لم) يرفعه غيره. وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو بكر بن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. انظر؛ المزي: تهذيب الكمال، ترجمة علي بن زيد، ر4070، 20/439. الذهبي: ميزان الاعتدال، ترجمة علي بن زيد، ر5850، 05/156.
(¬3) - ... الباغندي: مسند عمر بن عبد العزيز، ر88، 01/170.
(¬4) - ... ذكر العيني والقسطلاني والشوكاني أن البزار أخرجه وفيه علي بن زيد، ولكني لم أجده في مسند البزار. انظر؛ العيني: عمدة القاري، 06/191. القسطلاني: إرشاد الساري، 02/168. الشوكاني: نيل الأوطار، 03/222.
صفحہ 19
وبالإضافة -أيضا- إلى ضعف السند، يمكن ملاحظة علة في متن الحديث وهي ربط هذه العبادة بالإمام عدلا كان أم جائرا، والأمور التعبدية لا دخل فيها للحاكم، وإنما هي بين العباد وربهم -سبحانه وتعالى-، وبذلك يتبين أن الحديث ضعيف سندا ومتنا، ولا يمكن التعويل عليه في مسألة اشتراط الإمام لوجوب الجمعة فضلا عن صحتها (¬1) ، رغم محاولة البعض تقوية هذا الضعف (¬2) .
ب- حديث «أربع إلى الولاة؛ الفيء والصدقات والحدود والجمعات»:
هذا الأثر لم أجده حديثا مرفوعا وبهذا اللفظ، وقد نص على ذلك ابن حجر فقال: "حديث أربعة إلى الولاة، وذكر منها الحدود، لم أجده" (¬3) ، وقال في موضع آخر: "لم أره مرفوعا " (¬4) .
وما وجدته موقوف على عدد من الصحابة وهم: أبو عبد لله رجل من الصحابة، وابن مسعود، وابن عباس، وابن الزبير، وابن عمر، وعمار بن ياسر. وموقوف على عدد من التابعين وهم: الحسن البصري، وعبد الله بن محيريز، وعطاء الخراساني، ومسلم بن يسار، وعمر بن عبد العزيز. وهؤلاء المنقول عنهم هذا الأثر بعضهم نسب إليه ولم أجد له سندا، ومنهم من اضطرب النقل عنه. والألفاظ التي ورد بها بعضها ليس فيها النص على الجمعة.
¬__________
(¬1) - ... وهذا رأي سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام بسلطنة عمان -حفظه الله-، انظر: الملحق رقم(01) بداية من السؤال التاسع.
(¬2) - ... بالإضافة إلى ما أشار إليه ابن حجر -سابقا- من كلام ابن عبد البر، فقد قال العيني: "(فإن قلت) في سند ابن ماجة عبد الله بن محمد العدوي، وفي سند البزار علي بن زيد بن جدعان، وكلاهما متكلم فيه، (قلت:) إذا روي الحديث من طرق ووجوه مختلفة تحصل له قوة فلا يمنع من الاحتجاج به ولاسيما اعتضد بحديث ابن عمر". انظر؛ العيني: عمدة القاري، 06/191.
(¬3) - ... ابن حجر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية، ر657، 02/99.
(¬4) - ... ابن حجر: الكافي الشافي [بهامش كتاب الكشاف]، 04/534.
صفحہ 20