96

حجة في قراءات سبع

الحجة في القراءات السبع

تحقیق کنندہ

د. عبد العال سالم مكرم [ت ١٤٢٩ هـ] الأستاذ المساعد بكلية الآداب - جامعة الكويت

ناشر

دار الشروق

ایڈیشن نمبر

الرابعة

اشاعت کا سال

١٤٠١ هـ

پبلشر کا مقام

بيروت

فمن قرأ بالزّاي: فالحجة له: أن العظام إذا كانت بحالها لم تبل، فالزّاي أولى بها، لأنها ترفع، ثم تكسي اللحم. والدليل على ذلك قوله تعالى: وَإِلَيْهِ النُّشُورُ «١» أي الرجوع بعد البلى «٢». والحجّة لمن قرأ بالرّاء «٣»: أن الإعادة في البلى وغيره سواء عليه، فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ «٤». ودليله قوله تعالى: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ «٥». قوله تعالى: فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ «٦». يقرأ بضم الصاد وكسرها. فالحجة لمن ضم: أنه أخذه من صار «٧» يصور إذا مال وعطف. وأنشد شاهدا لذلك: يصور عنوقها أحوى زنيم ... له ظاب كما صخب الغريم «٨» والحجّة لمن كسر: أنه أخذه: من صار يصير: إذا جمع. ومعناه: فقطّعهن «٩»، واجمعهن إليك.

(١) الملك: ١٥. (٢) وعلى قراءة الزاي تكون النون مضمومة والشين مكسورة من أنشزته، والنشز: هو المرتفع من الأرض. (٣) وعلى قراءة الراء تكون النون مفتوحة والشين مضمومة، وماضيه نشرته. انظر هاتين القراءتين في (إعراب القرآن للعكبري ١: ٢١٠). (٤) البقرة: ١١٧، آل عمران: ٤٧ وفي الأصل من غير فاء وهو تحريف. (٥) عبس: ٢٢. (٦) البقرة: ٢٦٠. (٧) صار الشيء إليه: أماله وقربه. (المعجم الوسيط ١: ٥٣٠) وقال الطبري: (قرأته عامة قراء أهل المدنية والحجاز والبصرة بضم الصاد من قول القائل: صرت هذا الأمر: إذا ملت إليه أصور صورا. ويقال: «إني إليكم لأصور»، أي: مشتاق مائل، ومنه قول الشاعر: الله يعلم أنّا في تلفّتنا ... يوم الفراق إلى أحبابنا صور وهو جمع أصور، وصوراء، وصور، مثل أسود وسوداء وسود ..) ومعنى قوله: فصرهن إليك على هذه القراءة: اضممهن إليك، ووجّههن نحوك: (جامع البيان في تفسير القرآن ٣: ٣٥، ٣٦). (٨) البيت في اللسان: مادة: زنم، نسبة إلى المعلى بن حمّال العبدي، وفي الطبري ٣: ٣٦ نفس النسبة، ولكن «حماد بالدال لا باللام أي: حماد. ورواية اللسان والطبري تختلف عن رواية ابن خالويه، ففيهما ذكر البيت على هذه الصورة: وجاءت خلعة دهس صفايا ... يصوع عنوقها أحوى زنيم يفرّق بينها صدع رباع ... له ظاب كما صخب الغريم وفي رواية الطبري: يصور، وكذلك في الصّحاح للجوهري. وعنوق: جمع عناق، وهو: الأنثى من ولد المعز، الزنيم: التيس الذي له زنمتان في حلقه. الظأب: الصوت. (٩) قال الطبري: وقرأ جماعة من أهل الكوفة «فصرهن» بالكسر بمعنى قطّعهن (جامع البيان ٣: ٣٦).

1 / 101