1 - أقول مقالا يرتضيه ذوو البصر ... وأنصره بالآي حسب وبالأثر
2 - لأنهما نور الهدى وسواهما ... ظلام بلا شك لمن مات وادكر
قال الله تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكم من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا}.
قال عبد الله بن عباس: ((آيات الله كتابه، والحكمة #388# سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
وقال عز من قائل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله}.
وقال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر}.
وقال جل وعلا: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}.
أخبرنا أبو علي الشافعي بمكة، الإسناد إلى سفيان بن عيينة في قول الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} قال: ((إلى #389# كتاب الله وإلى سنة رسوله)).
فلما أنزل الله تعالى هذه الآيات التي قرن فيها طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بطاعته عز وجل -إذ كان المبين عنه، وبذلك أمره جل جلاله فقال: {لتبين للناس ما نزل إليهم}، كانت أوامره ونواهيه مفترضة، ومخالفة أمره في السمع والعقل محظورة- لزم كل مسلم شحيح #390# بدينه البحث عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفحص عن رواتها الذين هم المرقاة إلى المقتدى به المأمور باتباعه، ومعرفة عدلهم من مجروحهم، ثم التمييز بين تواتره وآحاده، وصحيحه وسقيمه، ومعلوله ومستقيمه، وغريبه ومشهوره، ومسنده ومقطوعه، ثم الاعتماد على ما اتصل بالنبي المرسل من رواية الأثبات المتقنين، من غير قطع ولا إرسال، ولا وقف ولا إعضال؛ فيجعل ذلك محجته وحجته.
صفحہ 387