15 - قديم بلا شك وليس بمحدث ... رووه لنا عن أصدق الخلق والبشر
16 - فمن قال مخلوق فقد فارق الهدى ... بفريته والله يدخله سقر
أخبرنا أحمد بن محمد، الإسناد إلى حماد بن سلمة، عن #476# عمار قال: سمعت أبا هريرة يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقي آدم موسى فقال موسى لآدم: أنت الذي خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، فعلت ما فعلت وأخرجت الناس من الجنة. فقال آدم لموسى: أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك، وآتاك التوراة، أنا أقدم أم الذكر؟ قال: بل الذكر)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فحج آدم موسى -ثلاثا-)).
أجمع أئمة أهل السنة من أهل الحل والعقد المرجوع إلى قولهم في الحلال والحرام، وأهل النقل قاطبة على تكفير من قال بخلق القرآن، وقد صنف أئمتنا كتبا في ذكر من كفرهم من أئمة المسلمين، نذكر في هذا الباب طرفا منه:
أخبرنا أبو الفتح عبد الوهاب الشيرازي، الإسناد إلى أبي #477# محمد يحيى بن خلف المقري قال: ((كنت عند مالك بن أنس سنة ثمان وستين ومائة، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله! ما تقول فيمن يقول: إن القرآن مخلوق؟ فقال: كافر مرتد، فاقتلوه. قال: إنما أحكي كلاما سمعته! قال: إني لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك.
قال أبو محمد: فغلظ ذلك علي، فقدمت إلى مصر فلقيت #478# الليث بن سعد فقلت: يا أبا محمد! ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ وحكيت له كلام الرجل الذي كان عند مالك، فقال: كافر.
فلقيت ابن لهيعة فقلت له مثل ما قلت لليث بن سعد فقال: كافر.
فأتيت مكة فلقيت سفيان بن عيينة وحكيت له كلام الرجل فقال: كافر.
ثم قدمت إلى الكوفة فلقيت أبا بكر بن عياش فقلت #479# له مثلما قلت لسفيان، فقال: كافر، وقال أبو بكر بن عياش: من لم يقل ((هو كافر)) فهو كافر.
فلقيت علي بن عاصم وهشيما فقلت لهما وحكيت لهما كلام الرجل فقالا: كافر.
فلقيت عبد الله بن إدريس، وأبا سلمة، وعبدة بن سليمان الكلابي، ويحيى بن زكريا بن [أبي] زائدة، ووكيعا #480# فحكيت لهم فقالوا: كافر)).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله فيما أذن لنا في روايته عنه قال: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت عمران بن موسى الجرجاني يقول: سمعت سويد بن سعيد يقول:
((سمعت مالك بن أنس، وحماد بن (زيد، و) سفيان بن عيينه، والفضيل بن عياض، #481# وشريك بن عبد الله، ويحيى بن سليمان، ومسلم بن خالد، وهشام بن سليمان المخزومي، وجرير بن عبد الحميد، وابن إدريس، وحفص بن غياث، #482# ووكيع، ومحمد بن فضيل، وعبد الرحمن بن سليمان، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن يزيد المقري، وجميع من حملت عنهم العلم يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، #483# والقرآن كلام الله من صفة ذاته غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر بالله العظيم)).
وهذا إجماع من أئمة الأقطار، إذ كان هؤلاء المذكورون أهل الحل والعقد والفتيا بالحجاز ومصر والشام والعراق وخراسان.
صفحہ 473