وروي أن مالك بن أنس سئل عن الاستواء فأجاب بمثل هذا الجواب.
بيان ذلك في الأثر:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الهروي قال: أخبرنا
أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، الإسناد إلى عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي قال:
قلت: يا رسول الله! إنا كنا حديثي عهد بجاهلية فجاءنا الله بالإسلام، وإن رجالا منا يتطيرون!
قال: ((ذلك شيء يجدونه في صدورهم)).
قلنا: ورجالا منا يأتون الكهنة! قال: ((فلا تأتوهم)).
قلت: ورجالا منا يخطون!
قال: ((قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق فذاك)).
قال: وبينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة إذ عطس رجل فقلت: يرحمك الله.
قال: فحدقني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أماه! ما #427# لكم تنظرون إلي؟! قال: فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فسكت.
فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته دعاني، فبأبي وأمي هو ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، والله ما ضربي ولا كهرني ولا سبني، ولكن قال لي: ((إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، وإنما هو التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن)).
قال: واطلعت غنيمة لي ترعاها جارية لي فوجدت الذئب قد ذهب [منها] بشاة فأسفت لذلك وغضبت فلطمت وجهها، فأخبرت بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك عليه.
قلت: يا رسول الله! لو أعلم أنها مؤمنة لأعتقتها.
قال: ((ائتني بها)). فجئت بها فقال لها: ((أين الله؟)). قالت: في السماء. قال: ((فمن أنا؟)). قالت: أنت رسول الله. قال: #428# ((أعتقها إنها مؤمنة)). فأعتقها.
صفحہ 422