وساد الصمت حتى قالت سنية: أهذا ما أخذته عليه؟ - وهو كاف وفوق الكفاية.
فقالت عليات: أراهن على أنه فعل ما فعل بحسن نية! - أنا لا أتهمه بسوء النية، ولكن بسوء العقلية أتهمه!
ثم مستدركة بانفعال شديد: ولم أتردد فواجهته بالتهمة، تلعثم وحاول أن يفسر سلوكه بغير بواعثه الحقيقية، ولكني رفضت تفسيره وطالبته باحترام نفسه ، فاعترف واعتذر بسخافات لا أذكرها، ولا أحب أن أذكرها فلم أقبل عذره، وقلت له ولم لا تسعى إلى الزواج عن طريق خاطبة، وسألته عما يريد معرفته عني أكثر مما يعرف، أو مما يمكن أن يعرف بالاتصال المباشر وبالحب المزعوم، قال إنه بريء، وإنه يحبني، وإن سمعتي نقية مثل الورد فضحكت ساخرة، وقلت له إني أحتقر تحرياته، وأحتقر النتائج التي وصل إليها، وإنه خدع، أو إنه لم يحسن التحري. وقلت له ماضي ملكي وحدي كما أن ماضيه ملكه وحده، وإنني أرفض كافة أنواع العبودية في أي زي تزيت، وبأي اسم تحلت، وإنه لا يصلح لي كما لا أصلح له!
وسكتت وهي تلهث، والغضب يرتعش في شفتيها، ويدلهم في عينيها. وبدا أن صديقتيها لا تؤيدانها في موقفها، وإن شاركتاها في الإحساس والرؤية. تساءلت عليات: ألم تبالغي يا منى؟
وقالت سنية: هي تقاليد بلادنا!
فهزت منى رأسها بعناد وقالت: إني أرفض ذلك كله!
فقالت سنية: إنهم معقدون، ويحتاجون إلى ترويض طويل.
وقالت عليات، وكأنما تتم الكلام: لا إلى التحدي.
فقالت منى بعجرفة: أفضل أن أبقى بلا زواج إذا كان الثمن كذبة سخيفة وجراحة دنيئة!
فقالت عليات: ولكن ظروفنا حرجة كما تعلمين. - لا يمكن أن أتهاون في مبادئي وأخلاقي.
نامعلوم صفحہ