لكن ما الذي يمكن فعله في الطلاء البني القبيح الذي طليت به أرضية الغرفة الأمامية من فترة ليست ببعيدة على نحو يفتقر للإتقان؟
عندما سنحت لإنيد الفرصة في وقت لاحق من اليوم، أزالت الأعشاب الضارة من أحواض الزهور الخاصة بوالدة روبرت، وأخرجت نباتات القرطب منها، وانتشلت الحشائش التي غطت النباتات المعمرة بكثافة.
علمت الطفلتين أيضا كيف تمسكان بالملعقة على النحو الصحيح، وعلمتهما تلاوة صلاة المائدة:
نشكرك أيها المسيح إلهنا،
لأنك ملأتنا من خيراتك الأرضية ...
علمتهما أيضا غسل أسنانهما وتلاوة الصلاة بعد ذلك. «اللهم بارك في أمي وأبي وإنيد والعمة أوليف والعم كلايف والأميرة إليزابيث والأميرة مارجريت روز»، ثم تضيف كل منهما اسم الأخرى. اعتادتا فعل ذلك فترة طويلة إلى أن سألت سيلفي ذات مرة: «ما الذي يعنيه ذلك؟»
فقالت إنيد: «ما الذي يعنيه ماذا؟» «ماذا تعني عبارة: «اللهم بارك»؟» •••
أعدت إنيد شراب البيض دون إضافة أي نكهات إليه - حتى الفانيليا - وأطعمت السيدة كوين إياه بالملعقة. أعطتها قدرا قليلا من هذا الشراب الغني في كل ملعقة، وتمكنت السيدة من بلع هذه الكميات الصغيرة. وعندما كانت لا تستطيع ذلك، كانت إنيد تقدم لها جعة زنجبيل فاترة بدون أي نكهة.
صارت السيدة كوين في هذه الفترة تكره ضوء الشمس، وأي ضوء آخر، قدر كرهها للضوضاء، واستلزم ذلك من إنيد تعليق ألحفة سميكة على النوافذ، حتى عندما تكون الستائر منسدلة عليها. ومع إيقاف تشغيل المروحة تلبية لرغبة السيدة كوين، صارت الغرفة حارة للغاية، وتقطر العرق من جبين إنيد عند ميلها على السرير للعناية بالمريضة التي باتت تنتابها نوبات من الارتجاف، وافتقدت القدرة على الشعور بالدفء.
قال الطبيب: «إنها تحتضر؛ لا ريب أن ما يبقيها على قيد الحياة حتى الآن هو مخفوق الحليب الذي تعطينه لها.»
نامعلوم صفحہ