ازداد تقلب السيدة كوين يوميا بشأن طعامها؛ فأحيانا تطلب خبزا محمصا أو موزا باللبن. وفي يوم ما، طلبت بسكويتا بزبدة الفول السوداني. أعدت إنيد كل هذه الأشياء؛ فكان بإمكان الطفلتين تناولها على أي حال. وعند تقديمها للسيدة كوين، ما كانت تتحمل رؤيتها أو رائحتها، حتى الجيلي كان له رائحة لم تستطع تحملها.
وفي فترة ما، كرهت السيدة كوين الضوضاء؛ فلم تكن تسمح حتى بتشغيل المروحة. وفي فترة أخرى، كانت ترغب في تشغيل الراديو، وضبطه على المحطة التي تذيع طلبات أعياد الميلاد والزواج، وتتصل بالناس لطرح بعض الأسئلة عليهم، ومن يجب إجابة صحيحة، يفز برحلة إلى شلالات نياجرا، أو بملء خزان الوقود الخاص بسيارته، أو بمقدار كبير من مشتريات البقالة، أو تذاكر إلى السينما.
قالت السيدة كوين: «كل هذا مرتب له، كل ما في الأمر أنهم يتظاهرون بالاتصال بأناس موجودين في الغرفة المجاورة بالمحطة، وقد لقنوا بالفعل الإجابات الصحيحة. لقد كان لي معارف يعملون في الإذاعة، وما أقوله حقيقي.»
في مثل هذه الأيام، كان نبضها سريعا، وكانت تتحدث بسرعة هائلة وبصوت خافت ولاهث. سألت إنيد في إحدى المرات: «ما نوع سيارة والدتك؟»
فأجابتها: «لونها أحمر داكن.»
فسألتها السيدة كوين: «ما طرازها؟»
فأجابتها إنيد أنها لا تعلم، وهي الحقيقة؛ فقد كانت تعلم طرازها من قبل، لكنها نسيت. «هل كانت جديدة عند شرائها لها؟»
فقالت إنيد: «نعم، لكن ذلك كان منذ ثلاثة أو أربعة أعوام مضت.» «وتعيش في ذلك المنزل الصخري الكبير المجاور لآل ويلينس، أليس كذلك؟»
أجابتها بالإيجاب. «كم عدد الغرف به؟ ست عشرة غرفة؟» «غرف كثيرة.» «هل ذهبت إلى جنازة السيد ويلينس عند وفاته غرقا؟»
فأجابت إنيد بالنفي: «لا أحب الجنازات.» «كان من المفترض أن أذهب إليها، فلم يكن المرض قد اشتد علي آنذاك، وكنت سأذهب مع آل هيرفي في سيارتهم على الطريق السريع؛ لقد عرضوا علي توصيلي، لكن والدة السيدة هيرفي وأختها أرادتا الذهاب أيضا، ولم يعد هناك مكان لي في السيارة في المقعد الخلفي، ثم ذهب كلايف وأوليف في الشاحنة، وكان بإمكاني حشر نفسي معهما في المقعد الأمامي، لكنهما لم يفكرا قط في دعوتي. هل تعتقدين أنه انتحر؟»
نامعلوم صفحہ