حب امرأة طيبة

فيكتور هوجو d. 1450 AH
179

حب امرأة طيبة

حب امرأة طيبة

اصناف

وقال: «والآن، الجزء الصعب.» كان يتحدث بنبرة حوارية على نحو أرق من أي مرة سمعتها منه. واستطرد قائلا: «وكلما زاد تشنجك، بات الأمر أصعب؛ لذا عليك الاسترخاء. نعم، هكذا! أحسنت يا فتاة!»

حاولت التفكير في شيء ما أقوله لتهدئتها أو إلهائها؛ فقد أدركت في تلك اللحظة ما يفعله أبي. على قطعة قماش بيضاء مفروشة على المائدة المجاورة له، اصطفت مجموعة من الأدوات، جميعها لها نفس الطول، لكن سمكها متدرج. كانت تلك الأدوات التي سيستخدمها، واحدة تلو الأخرى، لفتح عنق الرحم وتوسيعه. ومن موقعي خلف الحاجز، الذي صنعته الملاءة وراء ركبتي الفتاة، لم أتمكن من مشاهدة التقدم الفعلي لأبي في استخدام هذه الأدوات. بيد أنه كان بوسعي الشعور بما يحدث من موجات الألم التي أصابت جسدها وتغلبت على تشنجات الخوف لديها، فجعلتها أكثر هدوءا بالفعل.

من أين أنت؟ ما المدرسة التي ذهبت إليها؟ هل تعملين؟ (لاحظت خاتم زفاف في يدها، لكن على الأرجح، جميعهن يلبسن مثل هذه الخواتم) هل تحبين وظيفتك؟ هل لديك إخوة أو أخوات؟

ما الذي يمكن أن يدفعها إلى الإجابة عن أي من هذه الأسئلة، حتى وإن لم تكن تعاني الألم في تلك اللحظة؟

التقطت أنفاسها بصعوبة من بين أسنانها، واتسعت عيناها وهي تنظر إلى السقف.

قلت لها: «أعلم، أعلم أنك تتألمين.»

قال أبي: «لقد أوشكنا على الانتهاء. أحسنت صنعا يا فتاة! لم يعد أمامنا الكثير.»

قلت لها: «كنت سأقوم بطلاء هذه الغرفة، لكنني لم أتمكن من فعل ذلك. ما اللون الذي تختارينه إذا كنت مكاني؟»

فتنفست بعنف على حين غرة.

قلت لها: «أصفر؛ فكرت في الأصفر الفاتح. وما رأيك في الأخضر الفاتح؟»

نامعلوم صفحہ