حب امرأة طيبة

فيكتور هوجو d. 1450 AH
163

حب امرأة طيبة

حب امرأة طيبة

اصناف

كانت روزماري أول من وصل إليها، فأخذت تضرب رأسها بوسادة لإطفاء النار. وهرعت آن إلى الإناء الخزفي الموجود في البهو، وألقت كل ما به من ماء وزهور سوسن وأعشاب على طرحتها وشعرها المشتعلين. أما ديريك، فقد انتزع السجادة من على أرضية الغرفة - مطيحا بما عليها من مقاعد وطاولات ومشروبات - واستطاع أن يلف بها كارين بإحكام، وأن يخنق آخر ألسنة اللهب. ظلت بعض شذرات الدانتيل مشتعلة عالقة بشعرها المبلل، وأحرقت روزماري أصابعها وهي تنزعها. •••

شوهت الحروق جلد كتفيها وأعلى ظهرها وأحد جانبي عنقها، بينما أبعدت ربطة عنق ديريك الطرحة عن وجهها قليلا، فجنبتها الإصابة بآثار حروق واضحة. لكن عندما نما شعرها من جديد وصارت تمشطه للأمام، لم يخف آثار كل ما حل بعنقها من تشوهات.

خضعت كارين لسلسلة من عمليات ترقيع الجلد، وبالفعل تحسن مظهرها. وعندما التحقت بالجامعة، صارت قادرة على أن ترتدي ثوب سباحة. •••

عندما فتحت عينيها للمرة الأولى في غرفتها بمستشفى بيلفيل، رأت أمامها جميع أنواع زهور الربيع: البيضاء والصفراء والوردية والأرجوانية، حتى على عتبة النافذة.

قالت آن: «أليست جميلة تلك الزهور؟ لا يتوقفان عن إرسالها، مع أن ما أرسلاه في البداية لا يزال يانعا، أو على الأقل لم يصل إلى مرحلة الذبول الشديد الذي يدفعنا لنتخلص منه. كلما توقفا في محطة من محطات رحلتهما، أرسلا المزيد من الزهور. لا بد أنهما في كاب بريتون الآن.»

قالت كارين: «هل بعت المزرعة؟»

نادتها روزماري: «كارين.»

أغمضت كارين عينيها وحاولت مرة أخرى استعادة وعيها.

قالت روزماري: «هل ظننت أنني آن؟ آن وديريك قد ذهبا في رحلة، كنت سأخبرك لتوي. لقد باعت آن المزرعة أو أوشكت على بيعها على أي حال. كم هو غريب أن تفكري في ذلك!»

قالت كارين: «إنهما يقضيان شهر العسل.» وكانت تلك خدعة منها؛ لكي ترجع آن عن مزاحها إذا كانت هي فعلا من حادثتها في البداية؛ لكي تجعلها تقول بتوبيخ: «أوه يا كارين.»

نامعلوم صفحہ