والينابيع الحية تدفقت مشرقة
5 ...
غير أنه يسمع صوت الجوقة المخيف يأتيه من بعيد .. إنه صوت المصلين في كنيسة القرية .. كان هذا الصوت في الماضي أشبه بالنبيذ المقدس. وكانت الكلمات الحبلى بالأسرار أقدم عهدا وأشد قوة، تنحدر من السماوات وتنمو في الصيف. وكانت تهدئ همومه وآلامه .. لكنه لا يدري ما الذي جرى له وجعل الشك يطبق عليه وهو الذي لم يكد يولد بعد:
لماذا نشرتم ليلا على عيني،
فلم أستطع أن أرى الأرض،
واستعصى علي أن أتنفسك
أيتها الأنسام الإلهية؟
6
وتعود النغمة الحزينة في أغنية أخرى (لعله أراد في البداية أن يضعها في روايته هيبريون ثم عدل عن رغبته). إن سطورها الأولى ترجع بنا إلى صباه، وتصور لنا صراخ البشر ورنين سياطهم من ناحية، كما ترسم لنا من ناحية أخرى صورة الطفل الذي يلعب في سلام مع الأزهار والأنسام، ويهب الإله لنجدته وينقذه من أيدي البشر ومما في أيديهم:
عندما كنت صبيا،
نامعلوم صفحہ