146

أنا لا شيء، وحياتي

ما عادت تحلو في عيني.

بيد أن هذه النغمة تختفي فجأة كما ظهرت فجأة. وتغوص الذات المتألمة في بحر الوجود الذي يغسل آلامها، ويحل الوصف الخالص محل التوتر والقلق، وتضيع أصوات الشكوى بين أنغام الرضا والسلام والانسجام. وينشر السكون العميق خيمته على أيام الشاعر المسكين. ويصبح السؤال لا معنى له، لأن السلام دخل القلب ولن يخرج منه. السلام الذي طالما اشتاق إليه المتجول الوحيد في أرض الحب والشعر. وهو سلام قريب من الصمت والسكون، لأنه لا يعرف الشكوى ولا الأنين: ... هناك تعلوها شجرة الفاكهة المزدهرة،

ويستقر الشذا على الشجيرات البرية ،

حيث تتفتح أزهار البنفسج الخفية؛

غير أن المياه تتحدر قطرات،

ويسمع هناك همس ناعم طوال النهار،

أما الأماكن المحيطة

فتستريح وتصمت طوال العصر.

هلدرلين في شيخوخته (نحت بارز من الشمع أعده و. نويبرت ويوجد الآن في متحف شيلر القومي بمدينة مارباخ).

نامعلوم صفحہ