ہوبٹ اور فلسفہ
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
اصناف
17
كان أحدهما يسمى أوركريست ويعرف بجزار الجوبلن، والآخر يسمى جلامدرينج ويعرف بقاهر المطارق. يساعد إلروند المغامرين أيضا في قراءة الحروف القمرية على خريطتهم، موفرا لهم دليلا أساسيا للمدخل السري إلى الجبل الوحيد وعرين سموج. وعلى الرغم من أن الحروف القمرية من ابتكارات الأقزام والكتابات الأيسلندية تدور حول الأحداث القزمية، فقد تطلب الأمر الاستعانة بالجني إلروند لاكتشافها وقراءتها.
بعد ذلك بكثير، يجد ثورين وسط مخبأ كنز التنين سموج «قميصا مدرعا صغيرا، صنع من أجل أحد أمراء الجن الشبان منذ زمن طويل. كان مصنوعا من الفولاذ الفضي، الذي يطلق عليه الجن «ميثريل»، ومعه حزام من اللآلئ والكريستال».
18
وبإيماءة مهيبة، يعطي إلروند القميص لبيلبو، الذي يساوره شك في أنه يبدو «مضحكا نوعا ما» ويتخيل أن الهوبيت القرويين ربما سيسخرون من لباس الجن الذي يرتديه عند عودته إلى الوطن. ولكن قميص «الميثريل» المدرع ليس بالغ القيمة فحسب، وإنما أيضا خفيف وقوي؛ إذ يرتديه بيلبو في معركة الجيوش الخمسة، وينقذ حياة فرودو عدة مرات في «سيد الخواتم».
يعتبر السيفان وقميص «الميثريل» أمثلة جيدة لما يطلق عليه أبياه - دونما استنكار - «التلوث الثقافي».
19
يخطئ الأصوليون الثقافيون في رغبتهم في عزل العناصر الغريبة عن ثقافتهم؛ فالجميع يتشرب عناصر من ثقافات أخرى ويجعلها ملكا له. فالبطاطس وأوراق التبغ التي يستمتع بها كثيرا مواطنو تولكين من الإنجليز المعاصرين (والهوبيت!) قادمتان من العالم الجديد كموطنهما الأصلي، وتم استيرادهما منه. فالتجارة والهجرة عملت على إحداث نوع من التهجين وخلط الأجناس في كل ثقافة. فحتى القرويون في كنساس يشربون الجعة الألمانية، ويتناولون البيتزا الإيطالية، ويشاهدون أفلاما صورت في نيوزيلندا.
كذلك هو الحال مع بيلبو والأقزام ؛ فرغم التاريخ المليء بعدم الثقة بين الأقزام والجن، يسعد ثورين والرفاق أيما سعادة بحمل سيفي الجن إلى المعركة والاستعانة بمعرفة إلروند قراءة خريطتهم. وعلى الرغم من الشعور بالحماقة والسخف إلى حد ما، يسعد بيلبو بارتداء قميص من الميثريل القوي خفيف الوزن، الذي يعمل على حمايته من أي أذى يلحق به. فحين يكون القيام بذلك منطقيا ومعقولا، يستعين الأذكياء بأشياء من ثقافات أخرى، مهما بدت غريبة عن ثقافتهم. (5) التعلم من الثقافات الأخرى
تعد الصداقة المستبعدة بين القزم جيملي والجني ليجولاس في «سيد الخواتم» المثال الأكثر توثيقا للتفاهم والتسامح بين الثقافات لدى تولكين. في المقابل، نجد سموج والجوبلن أمثلة مدهشة للقيود على التسامح والتعايش السلمي. فلم هذا الاختلاف؟
نامعلوم صفحہ