ہوبٹ اور فلسفہ
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
اصناف
وتأتي الحكمة في درجات؛ فجاندالف أكثر حكمة من إلروند، وإلروند أكثر حكمة من بارد. ولكن أيا كان تعريفنا للحكمة بالضبط، فمن الواضح أن بيلبو قد صار أكثر حكمة في نهاية «الهوبيت» مما كان عليه في البداية. كيف حدث هذا؟
لاحظ الفلاسفة صعيدين مهمين يمكن للخبرات والتجارب الصعبة من خلالهما أن تجعلنا أكثر حكمة؛ فبإمكانها أن «تعمق فهمنا الذاتي»، وبإمكانها أن «توسع خبراتنا». وبمقدورنا أن نرى كلا العاملين بشكل عملي مع بيلبو.
قال سقراط (حوالي 470-399ق.م) إن أول خطوة نحو اكتساب الحكمة هي أن تدرك مدى قلة معرفتك ومحدوديتها؛ فكان شعاره «اعرف نفسك.» كان سقراط يرى أن الناس يميلون إلى تكوين رؤى مضخمة عن أنفسهم؛ فهم يميلون للثقة الزائدة بأنفسهم والتوهم بأنهم يعرفون أكثر مما يعرفون بالفعل، أو أنهم أفضل بشكل ما مما هم عليه في الحقيقة. والأشخاص الذين يظنون بأنفسهم الحكمة والصلاح بالفعل لن يكون هناك ما يحفزهم للسعي نحو الحكمة والصلاح؛ لذا أعلن سقراط أن أول وأهم خطوة نحو اكتساب الحكمة هي الانخراط في فحص شجاع للذات.
لا بد دائما أن نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: هل أعرف هذا حقا، أم أنني أظن فقط أنني أعرفه؟ هل من الممكن أن أكون على خطأ؟ هل من الممكن أن أكون متهما بالتفكير الرغبي؟ هل أحيا الحياة التي أرغب في أن أحياها؟ هل أفعل ما أقول؟ ما مواهبي وقدراتي الحقيقية؟ كيف يمكنني أن أعيش على نحو هادف وصادق إلى أقصى حد؟ بهذه الطريقة فقط يمكننا التخلص نهائيا من خداعاتنا، واكتشاف إمكاناتنا الكامنة الحقيقية، وإدراك مكمن أعظم مواهبنا وفرصنا.
أوضح المفكرون الفلسفيون والدينيون منذ زمن بعيد كيف أن نوعا بعينه من الخبرات الصعبة والألم والمعاناة يمكنه أن يعمق إدراك المرء لذاته. فقال سي إس لويس (1898-1963) إن الألم يمكنه أن يكبح كبرياءنا، ويعلمنا الصبر، ويقوينا في مواجهة المحن، ويعلمنا ألا نأخذ نعم الحياة على أنها أمر مسلم به، ويذكرنا بأننا قد «خلقنا من أجل عالم آخر.»
18
وأشار إلى أن الألم هو «بوق» الله «لإيقاظ عالم أصم».
19
ويقول الفيلسوف الروماني سينيكا (حوالي 4ق.م-65 بعد الميلاد) إن موقف الله تجاه البشر هو موقف أب صارم ولكنه محب لأبنائه: «دعهم يرهقوا بالكدح والحزن والخسائر ... عسى أن يكتسبوا القوة الحقيقية ... فالرب يقوي ويصقل أولئك الذين يرضى عنهم ويحبهم.»
20
نامعلوم صفحہ