ہوبٹ اور فلسفہ
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
اصناف
من الوهلة الأولى، يبدو إنكار شرط التصديق باعتباره طريقا صخريا وعرا بشكل خاص. فكيف يمكننا أن ننكر أن لدينا استجابات عاطفية حقيقية أو عقلانية عند الاندماج في الأعمال الأدبية؟ لذلك قد يكون مفاجئا أن نعرف أن كلا من رادفورد ووالتون أنفسهما قد أقاما نفس الحجة تماما، وإن كان بطرق مختلفة. فيتقبل رادفورد فكرة أننا نخابر مشاعر حقيقية استجابة للخيال، ولكنه ينكر أنها عقلانية. أما والتون، فينكر أن اندماجنا مع الأدب الخيالي يتضمن مشاعر حقيقية على الإطلاق.
لنستعرض رد رادفورد أولا. بعيدا عما إذا كان قد قدم لنا حلا وافيا لمفارقة الخيال، قد يبدو زعمه بأن المشاعر يمكن أن تكون غير منطقية غريبا في سياقه؛ نظرا لوجود نزعة طبيعية للاعتقاد بأن المشاعر يمكن أن تكون خارج نطاق العقلانية تماما . وقد أشار الفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم (1711-1776) في مقولة شهيرة له إلى أنه «لا يوجد مخالفة للمنطق في أن تفضل دمار العالم بأكمله عن أن يخدش إصبعك.»
5
لقد كان هيوم يوضح فكرة بشأن الرغبات، أو ما أطلق عليه «الميول»، ولكن قد نعتقد أن فكرة مشابهة تنطبق على العاطفة.
لنفترض أننا نتبنى «نظرية الشعور الخالص» للمشاعر التي عادة ما تنسب إلى ويليام جيمس (1842-1910)، وهي نظرية تطابق المشاعر بأحاسيس جسدية. فحين ندرك أننا في خطر، تمر أجسادنا بشتى أنواع التغيرات البدنية؛ فيتسارع النبض، وتحمر وجوهنا من الحرارة، ونبدأ في التعرق. ويرى جيمس أن الحالة العاطفية الخاصة بالخوف ما هي إلا الإحساس الجسدي الذي يصاحب كل هذه الاستجابات الفسيولوجية.
6
ولما كانت إمكانية الحكم على تلك الأحاسيس الجسمانية بأنها عقلانية أو لا عقلانية تبدو محاطة بالشكوك، فإن نظرية الشعور الخالص تشير فيما يبدو إلى أن العواطف أيضا لا يمكن الحكم عليها بكونها عقلانية أو لا عقلانية.
ولكن يبدو واضحا أننا دائما ما نصنف المشاعر بأنها عقلانية أو لا عقلانية. تأمل شخصية ياجو الشكسبيرية، ذلك الرجل الذي يتهم زوجته إميليا بالخيانة، على الرغم من عدم امتلاكه أي دليل مادي على أية خيانة من جانبها. إن هذه الغيرة تصنف بشكل طبيعي للغاية بأنها غير منطقية أو لا عقلانية. أو فكر في شخص ما يشعر بفرحة كبيرة لشيء تافه للغاية؛ مثل اكتشاف أن لديه اثني عشر منديل جيب متبقية في درجه، وليس أحد عشر فقط. إن هذا الفرح المبالغ يبدو أيضا أنه يصنف بشكل طبيعي تماما بأنه غير منطقي أو لا عقلاني.
تأمل حالة أخرى. في أحد الأيام تفيد الجريدة المحلية برصد أسد جبلي في منطقة شبه سكنية، ينقض على حيوانات أليفة صغيرة تركت بالخارج طوال الليل. من المحتمل أن تثير قراءة هذا الخبر مشاعر كثيرة؛ الخوف من الحيوان الخطير الطليق، الإشفاق على الأسر التي فقدت كلابها أو قططها الصغيرة، والقلق بشأن قطتنا الجميلة القابعة بالخارج في الفناء. ولكن هب الآن أن في اليوم التالي تفيد الجريدة أن جميع المشاهدات التي رصدت الأسود الجبلية ثبت أنها كاذبة، وأن جميع حالات الاختطاف للحيوانات الأليفة وجد أنها قد ارتكبت من قبل طلاب بالمرحلة الثانوية على سبيل المزاح، وأن جميع الحيوانات المفقودة عادت الآن إلى أصحابها سالمة دون أن تمس بأي أذى. في هذه الحالة سيصبح أي خوف لا نزال نشعر به من الأسد الجبلي غير مبرر ولا عقلاني. فلا معنى للخوف من الأسد الجبلي الذي يجول خفية في أرجاء المدينة، وقد صرنا الآن نعرف أنه لا يوجد أي أسود.
7
نامعلوم صفحہ