ہوبٹ اور فلسفہ
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
اصناف
ويمكن عرض المفارقة بشكل واضح في إطار ثلاثة مزاعم متناقضة بشكل متبادل:
2
أولا: يستحيل تقريبا أن ننكر أننا نصدر استجابات للخيال. فحين نقرأ رواية «الهوبيت» أو نشاهد الفيلم على الشاشة، نتأثر بالشخصيات والأحداث المجسدة؛ مما يمنحنا ما سوف نسميه «شرط العاطفة»؛ أي أن يكون لنا استجابات عاطفية حقيقية وعقلانية تجاه شخصيات مثل بيلبو.
ثانيا: لكي نصدر استجابات عاطفية حقيقية وعقلانية تجاه شخص ما أو موقف ما، لا بد أن تكون تلك الاستجابات متسقة بشكل مناسب مع معتقداتنا؛ بمعنى أننا لا بد أن نؤمن بأن الشخص موجود حقا أو أن الموقف قد وقع بالفعل (والشيء الموجود أو الذي وقع في الخيال فقط لا يكون موجودا أو وقع «حقا»). ثمة طريقة أخرى للتعبير عن هذا؛ هي أن المشاعر تتطلب «معتقدات وجود». ويذهب رادفورد إلى «أنني يمكن أن أتأثر بمحنة شخص ما فقط إذا اعتقدت أن شيئا رهيبا قد ألم به. إذا لم أعتقد أن شيئا قد حدث له وأنه لا يعاني أو أيا كان الحال، فلا يمكنني أن أشعر بالأسى أو أتأثر لحد البكاء.»
3
وهذا يعطينا «شرط الاتساق»؛ فلكي تتولد لدينا استجابات عاطفية حقيقية تجاه شخص ما، لا بد أن نؤمن بأنه موجود حقا.
ثالثا: الاستجابات العاطفية التي تتكون لدينا حين نندمج مع عمل أدبي خيالي عن علم لا تتسق بشكل ملائم مع ما نعتقده؛ إذ لا يكون لدينا معتقدات الوجود ذات الصلة. قد نخلط أحيانا بين الخيال والواقع، ولكن بدون ذلك الخلط، لا نتعامل مع الشخصيات الخيالية التي ننسجها في خيالنا على أنها حقيقية. وهذا يعطينا «شرط التصديق»؛ فنحن لا نعتقد أن بيلبو موجود حقا.
يبدو كل من هذه المزاعم الثلاثة صحيحا حين يتم استعراضها كل على حدة، ولكن عندما يتم استعراضها معا، نواجه تناقضا. فمفارقة الخيال ليست سهلة على الإطلاق حتى لأولئك المغرمين بالألغاز منا. (2) الإرباك والإزعاج!
أحيانا نستطيع حل مفارقة ما من خلال إظهار أنه على الرغم من الشكل المبدئي، فإن المزاعم التي تشكل المفارقة ليست متناقضة حقا برغم كل شيء. لكن مع مفارقة الخيال، تبدو هذه الاستراتيجية غير فعالة؛ فمن الصعب أن نرى أية طريقة يمكن بها للمزاعم الثلاثة جميعا أن تكون صحيحة معا. لذا فإن إيجاد حل للمفارقة يتطلب منا رفض واحد على الأقل من المزاعم الثلاثة. ولكن مثلما أن معظم الطرق والممرات العديدة الموجودة عبر الجبال الضبابية كانت «خداعات وتضليلات لم تؤد إلى أي مكان أو إلى نهايات سيئة»، فإن أيا من خياراتنا الثلاثة لحل مفارقة الخيال لا يمهد لرحلة فلسفية سهلة.
4
نامعلوم صفحہ