138

History of Literary Criticism Among the Arabs

تاريخ النقد الأدبي عند العرب

ناشر

دار الثقافة

ایڈیشن نمبر

الرابعة

اشاعت کا سال

١٩٨٣

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

العلماء التي أوردها المؤلف ليؤيد بها رأيه في الشاعر المفضل لديه، واكتفينا بما فيه من عناصر نقدية؛ غير أن كل من تعرض لأبي تمام كان في الغالب مضطرًا للوقوف عند البحتري لأن الذين كانوا يغضون من شأن الأول كانوا؟ في الأكثر - يكبرون من الثاني. ولذلك لم يكتف الصولي بشهادة البحتري لأبي تمام بل وقف عند بعض المعاني التي أخذها البحتري إما أخذًا جزئيًا وإما نقلًا للمعاني والألفاظ، واعتذر عن عدم الإكثار من ذكر الأمثلة بان بعض أهل الأدب ألف في أخذ البحتري من أبي تمام كتابًا، وانه من ثم يكره إعادة ما ألف (١) .
بشر بن يحيى النصيبي وجهوده في الكشف عن سرقات البحتري
ترى هل يشير الصولي بذلك إلى أبي الضياء بشر بن يحيى النصيبي؟ لقد ترجم ابن النديم للنصيبي هذا ترجمة موجزة (٢) . نقلها ياقوت في معجم الأدباء (٣) . وقد جاء فيها أنه كان شاعرًا قليل الشعر، وذكر له مما يتصل بالنقد كتابه في سرقات البحتري من أبي تمام، وكتابًا آخر سماه " كتاب السرقات الكبير " إلا أنه لم يتممه. ولكنا لا نعرف متى توفي أبو الضياء وغنما يغلب على الظن انه يعد من نقاد القرن الرابع، فإذا كانت إشارة الصولي تتوجه إليه فمعنى ذلك ان كتابه كان - ولابد - معروفًا قبل عام ٣٣٥.
وقد وطأ أبو الضياء لبحث السرقات بقوله: " ينبغي لمن ينظر في هذا الكتاب أن لا يعجل بان يقول: هذا مأخوذ من هذا حتى يتأمل المعنى دون اللفظ ويعمل الفكر فيما خفي، وغنما المسروق في الشعر ما نقل معناه دون

(١) أخبار أبي تمام: ٧٩.
(٢) الفهرست: ١٤٩.
(٣) معجم الأدباء ٧: ٧٥.

1 / 152