History of Islam - Tadmuri Edition
تاريخ الإسلام - ت تدمري
تحقیق کنندہ
عمر عبد السلام التدمري
ناشر
دار الكتاب العربي
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
قَالُوا لَهُ: كَأَنَّكَ عَنَيْتَ أَبَا طَالِبٍ. قَالَ: إِيهًا. فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ، وَقُمْتُ مَعَهُمْ فَدَقَقْنَا عَلَيْهِ بابه، فخرج إلينا رجل حسن الوجه مصفّر، عَلَيْهِ إِزَارٌ قَدِ اتَّشَحَ بِهِ، فَثَارُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا:
يَا أَبَا طَالِبٍ قَحَطَ الْوَادِي، وَأَجْدَبَ الْعِبَادُ فَهَلُمَّ فَاسْتَسْقِ، فَقَالَ:
رُوَيْدَكُمْ زَوَالَ الشَّمْسِ وَهُبُوبَ الرِّيحِ، فَلَمَّا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ، خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ مَعَهُ غُلَامٌ كَأَنَّهُ دُجُنٌّ تَجَلَّتْ عَنْهُ سَحَابَةٌ قَتْمَاءُ، وَحَوْلَهُ أُغَيْلِمَةٌ، فَأَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ فَأَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِالْكَعْبَةِ، وَلَاذَ بِأُضْبَعِهِ الْغُلَامُ، وَبَصْبَصَتِ الْأُغَيْلِمَةُ حَوْلَهُ وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ [١]، فَأَقْبَلَ السَّحَابُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَأَغْدَقَ [٢] وَاغْدَوْدَقَ وَانْفَجَرَ لَهُ الْوَادِي، وَأَخْصَبَ النَّادِي وَالْبَادِي، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ:
وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ رَبِيعُ [٣] الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ [٤] تَطِيفُ [٥] بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ [٦] وَفَوَاضِلِ [٧] وَمِيزَانُ عَدْلٍ [٨] لَا يَخِيسُ [٩] شُعَيْرَةً وَوَزَّانُ صِدْقٍ وَزْنُهُ غَيْرُ عَائِلِ [١٠] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ- وَهُوَ ضَعِيفٌ [١١]- ثنا أحمد بن محمد
[١] قطعة من الغيم. [٢] أغدق المطر: كثر وكبر قطره. [٣] هكذا في الأصل، والعقد الفريد، وفي سيرة ابن هشام وأنساب الأشراف «ثمال» . [٤] البيت في السيرة ٢/ ١٤ وأنساب الأشراف ١/ ٥٥٣ والعقد الفريد ٣/ ٢٣٢ و٤/ ٢٦٤. [٥] في السيرة «يلوز» ١/ ١٤. [٦] في السيرة ١/ ١٤ «رحمة» . [٧] في الأصل «فضائل»، وما أثبتناه عن (ع) وعن السيرة. [٨] في السيرة ١/ ١٥ «بميزان قسط» . [٩] في السيرة «لا يخس» وهي الرواية المشهورة. [١٠] ورد هذا الشطر في السيرة: «له شاهد من نفسه غير عائل» [١١] انظر عنه: المجروحين لابن حبّان ٢/ ٤٧، المغني في الضعفاء ١/ ٣٤٢ رقم ٣٢١٢، ميزان
1 / 53