228

History of Andalusian Literature (Era of the Taifas and Almoravids)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

ناشر

دار الثقافة

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

افتتح موشحته المشهورة:
ضاحك عن جمان ... سافر عن بدر
ضاق عنه الزمان ... وحواه صدري خرق ابن بقي موشحته وتبعه الباقون ". لأنهم وجدوا ما يعجزون عن مثله، وتدل هذه الحكاية على ان الموشح كان يلقى إلقاء دون تلحين، وأن تأثيره في النفوس لم يكن متصلا بالتلحين فحسب. والقصة الثانية تتصل بابن باجة وخلاصتها أنه نظم موشحة في مدح ابن تيفلويت صاحب سرقسطة مطلعها:
جرر الذيل أيما جر ... وصل السكر منك بالسكر وخاتمتها:
عقد الله راية النصر ... لأمير العلا أبي بكر وألقى الموشحة على إحدى قينات ابن تيفلويت، أي دربها على غنائها حسب لحن وضعه، وهي حكاية تشير إلى الصلة الوثيقة بين الموشح والتلحين.
وكان بعض أولئك الوشاحين مكثرا، حتى قيل إن لأبي بكر ابن بقي ما ينيف على ثلاثة آلاف موشحة (١)، ويمثل لنا ابن بقي والأعمى التطيلي تتمة المعنى الذي تصورناه في نشأة الموشح أعني صلته بالتكسب فان الأعمى كان متكسبا بالشعر كما أن ابن بقي " وقف بالبلاد على كل باب " وهذا المعنى نفسه يمثله كل من ابن القزاز وابن اللبانة؛ وإذا شذ عنه

(١) هامش المغرب ٢: ١٩ نقلا عن الخريدة.

1 / 234