سبز گھوڑا اسفالٹ کی سڑکوں پر مرتا ہے
الحصان الأخضر يموت على شوارع الأسفلت
اصناف
ويقف بحسن نية أو لإحساس خفي بأن كل إنسان لا بد أن يعوز حاجة ويسأل: نعم يا ست؟
وتكون المرأة قد اقتربت منه ووقفت أمامه وجها لوجه وثبتت عليه عينين تفيضان بعطف لا حد له: باقول عاوز حاجة يا ابني؟
ويسأل - في دهشة أو مكر أو رغبة في الدعابة أو لمجرد أننا نريد أن نسد الباب الذي تأتي منه الريح: حاجة زي إيه يا ستي؟
فتقول في صوتها الهادئ: أي حاجة يا حبيبي، قول اللي نفسك فيه.
فيسأل وقد بدأت الابتسامة تكسو الشفتين: يعني لو قلت لك على حاجة تعمليها؟
فتقول: العمل عمل الله يا حبيبي، قول وأنا أقول لهم.
ويحفزنا هذا إلى سؤال جديد: مين همه يا حاجة؟
وفجأة ترفع رأسها إلى السماء ثم تخفضها إلى الأرض، وتشير هنا وهناك، وتمسح على وجهها وصدرها، وتقول: مين؟ حد يجهلهم؟ دول ملو السما والأرض يا حبيبي!
وبالطبع لا يجد الإنسان بعد ذلك رغبة في إطالة الحديث ولا الإفضاء بحاجته؛ بل يكتفي بالدعاء إلى الله أن يشفيها ويشفي المسلمين ويسترنا وإياها دنيا وآخرة، أو قد يحن قلبه، فيضع يده في جيبه، ويمدها إليها بما قسم؛ حسنة لله بعيدة عن كل الألسن والعيون، وإذا بها تتراجع فجأة وتسحب يدها التي كانت تشير بها إلى الأرض والسماء، كأنها تخشى عليها من لدغة عقرب أو ثعبان، وتقول بصوتها الذي ترن فيه الآن بحة الحزينة المصدومة: لا يا حبيبي، مستورة والحمد لله، والنبي مستورة.
ونعزم عليها، فتقول في عتاب: لا يا ابني، ده اللي عندي فايض علي، إذا كنت انت عاوز حاجة قول، قول يا حبيبي وأنا أقول لهم، قول يا ابني، عاوز حاجة؟
نامعلوم صفحہ