يعني «العاشر»، ويكون في الليلة التالية لعيد نافراتري؛ حيث يحتفل بانتصار راما على رافانا. وفي أنحاء من شمال الهند، تعرض مسرحيات (رام-ليلا) تروي القصة من ملحمة «رامايانا».
بالإضافة إلى الأعياد السنوية، هناك بعض الطقوس التي تقام شهريا أو أسبوعيا، لا سيما الصيام لآلهة معينة، مثل صيام إكاداشي الشهري الذي يتم التوسل فيه للإله كريشنا وتخصيص يوم الجمعة للصلاة للإلهة ديفي. وتشمل المناسبات المهمة أيضا المهرجانات (ميلا)، وطقوس دورات الحياة (سامسكارا)، والمناسبات القومية مثل عيد فايساخي (وهو إجازة في فصل الربيع يحتفل بها يوم 13 أبريل) وعيد الجمهورية (26 يناير).
تختلف مواعيد الأعياد في أنحاء الهند؛ إذ تعتمد على التقاليد المحلية والآلهة المفضلة ووجود الأماكن المقدسة. وقد تصبح هذه الأماكن مراكز جذب للحجاج في أوقات معينة من العام ؛ ربما في الاحتفال السنوي للإله (أو الإلهة) المتواجد (أو المتواجدة) في ذلك المكان، أو تخليدا لذكرى حدث أسطوري أو تاريخي. ولعل أشهر تلك المناسبات حج «كومبه ميلا» («ميلا» تعني «مهرجان») الذي يقام كل ثلاث سنوات في مراكز الحج على ضفاف الأنهار المقدسة؛ فيجتمع الآلاف من الأتقياء بتلك الأماكن، بما في ذلك القادة الشانكاريون، وغيرهم من القادة الدينيين، وأتباعهم الزاهدين (سانياسي)، وينضم إليهم الملايين من الحجاج الهنود، الذين يزور الكثيرون منهم المهرجان مرة واحدة في الحياة للاغتسال، ورؤية الجمع الروحاني، والحصول على البركات.
لقد أثار الوجود الإلهي استجابات مختلفة من الهندوس، وسوف نختتم الحديث في هذه المسألة بتناول استجابتين منها باختصار؛ وهما: تمجيد الإله في المعبد، وخدمة الإله من خلال الحياة الدينية الجماعية.
مادوراي، مدينة المعبد
إن مدينة المعبد القديمة هذه، الموجودة في ولاية تاميل نادو، ليست مكانا عظيما للعبادة فحسب، وإنما الهندسة المعمارية وفن النحت المستخدمان في معبدها يعدان شهادة في ذواتيهما على الأسلوب الذي اتبعته الأجيال السابقة من الهندوس في خدمة آلهتهم الكبيرة وتمجيدها. ولقد وقعت مادوراي - التي تمركزت في الأصل حول قصر ملكي وشخص الملك - تحت تأثير حركة تعبدية ناشئة سيطرت على الجنوب. وتأسست مدينة معبد كبيرة ومرموقة في ذلك المكان في الوقت الذي كانت ترعى وتقام فيه المعابد بجميع أنحاء المنطقة على يد الأسر الحاكمة (من القرن السادس الميلادي حتى القرن التاسع الميلادي). ويرجع الهيكل الحالي للمعبد إلى فترة لاحقة، ويشترك في بعض السمات مع معابد أخرى في جنوب الهند من ناحية البوابات الشاهقة الارتفاع (جوبورام)، والإنشاء على مخطط مربع الشكل، مع وجود حوض كبير للاغتسال الطقسي ومعبدين يحتوي كل منهما على قدس داخلي مقام تحت برج ذهبي (شيكارا) وأروقة وحجرة انتظار. ويشار إلى المركز المقدس لكل من هذين المعبدين باسم «الكهف الموجود داخل الجبل»؛ حيث تقيم الآلهة المستضافة؛ فتقيم في أحدهما ميناكشي، الملكة والمحاربة المتحولة إلى إلهة، بينما يقيم زوجها سونداريشفارا (أحد صور الإله شيفا، التي تسكن في لينجا) في المعبد الثاني.
شكل 5-4: معبد ميناكشي في مدينة مادوراي.
ميناكشي هي الإلهة الرئيسية لمدينة مادوراي، وليس زوجها. وتعبد أحيانا وحدها، وإن كان يحتفل بمناسبة زواجها من سونداريشفارا نحو خمسين ألف حاج سنويا. وفي كل يوم من أيام العبادة العامة التي يقيمها كهنة المعبد لصالح الجميع، وبعد أن يتم تمجيدهما وإمطارهما بوابل من العطايا، تنقل صورة محمولة لسونداريشفارا بنحو احتفالي إلى غرفة نوم ميناكشي؛ حيث تنشد الأناشيد للإلهين ويهزان في أرجوحتهما قبل قضاء الليلة معا خلف الأبواب المغلقة.
وفي الأيام العادية بالمعبد، قد يزوره عدد يتراوح من 20 إلى 25 ألف زائر لحضور طقس «البوجا» العام، وأداء مناسك العبادة الخاصة بهم. وقد يحصلون أيضا على خدمات أحد الكهنة لتقديم العطايا نيابة عنهم وتلاوة أسماء الإله البالغ عددها 108 أسماء. ويكتسب هؤلاء الكهنة الحق والطهر والسلطة لخدمة ميناكشي وسونداريشفارا بفضل ولادتهم في طائفة معينة وخضوعهم لطقوس تأهيل وتكريس محددة. ويلبي هؤلاء الكهنة حاجات الآلهة، ويعملون أيضا كقنوات اتصال يقدم من خلالها عامة المتعبدين العطايا للآلهة ويحصلون منها على البركات.
الجمعية الدولية للوعي بكريشنا، جمعية تعبدية
نامعلوم صفحہ