ہند ما بعد گاندھی
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
اصناف
وعندما سأل أحد الدبلوماسيين في دلهي الشيخ عبد الله عن رأيه في خيار الاستقلال، أجاب بأنه لن ينجح أبدا؛ نظرا لصغر كشمير وفقرها المفرطين. إضافة إلى ذلك، قال الشيخ: «باكستان ستبتلعنا. لقد حاولت مرة، وستعيد الكرة.»
64
وفي داخل كشمير، منح عبد الله الأولوية القصوى لإعادة توزيع الأراضي؛ ففي ظل نظام المهراجا، عدد صغير من الهندوس وعدد أصغر من المسلمين تمتعوا بحيازات كبيرة جدا، فيما خدمهم أغلبية سكان الريف كعمال أو مستأجرين بقاؤهم مرهون برضاء الملاك. وفي عامه الأول في السلطة، نقل عبد الله ملكية 40 ألف فدان من الأراضي الزائدة إلى من لا يملكون أرضا، وجرم الملكية الغائبة، ورفع حصة المستأجر من المحصول من 25٪ إلى 75٪، وأمر بتأجيل سداد الديون. أزعجت سياساته الاشتراكية بعض العناصر في الحكومة الهندية، لا سيما أنه لم يدفع تعويضات لملاك الأراضي الذين انتزعت ملكيتهم، ولكن عبد الله رأى ذلك ضروريا للنهوض بكشمير. إذ، كما قال في مؤتمر صحفي عقد في دلهي، إن لم يسمح له بالقيام بإصلاحات زراعية، فلن يستمر في منصب رئيس وزراء جامو وكشمير. وعندما سئل عما قد يفعله إن صار للعناصر الرجعية اليد العليا في الحكومة المركزية، أجاب عبد الله قائلا: «لا تظنوا أنني سأتخلى عنكم حتى إن تخليتم عني؛ فسوف أستقيل وأنضم إلى غيري في الاتحاد الهندي ممن سيناضلون أيضا من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية للفقراء.»
65
وفي ذلك المؤتمر الصحفي، أدلى عبد الله أيضا ببعض التعليقات الساخرة من المهراجا هاري سينج، حيث أشار إلى أن المهراجا فر من سريناجار عندما كانت معرضة للخطر. وفي أبريل 1949، حقق عبد الله نصرا عظيما عندما حل ابن هاري سينج - كاران سينج - ذو الثمانية عشر عاما محل أبيه في منصب صدري رياست. في الشهر التالي، اختير عبد الله وثلاثة رجال آخرون من حزب المؤتمر الوطني لتمثيل كشمير في الجمعية التأسيسية بدلهي، في مزيد من التأكيد على وحدتها مع الهند.
66
ذاك الصيف أعاد الوادي فتح أبوابه للسياح. وعلى حد تعبير أحد الصحفيين المتعاطفين: «كل سائح يذهب إلى كشمير هذا الصيف سيؤدي لكشمير - والهند - خدمة تعادل الخدمة التي يقدمها جندي يحارب على الجبهة.»
67
في الخريف، جاء زائر أهم من مليون سائح؛ جواهر لال نهرو. قام نهرو وعبد الله بجولة متأنية مدتها ساعتان في ممر سريناجار الرئيسي؛ نهر جيلوم. وعلق مراسل مجلة «تايم» قائلا إنه بينما شق زورقهما سطح المياه، «تدافعت مئات قوارب الجندول حوله؛ إذ رغب ركابها المكدسون في إلقاء نظرة، وراحوا يقذفون نهرو بالزهور». شاهد الآلاف الموكب من على ضفاف النهر مطلقين ألعابا نارية من حين لآخر، وراح «تلاميذ حسنو التدريب» يهتفون بشعارات تشيد بنهرو وعبد الله، واغتنم التجار الفرصة فعلقوا بضائعهم بجانب لافتات دعائية كتبوا عليها «أفضل سجاد فارسي وكشميري».
وخلصت المجلة إلى أن «البشائر كلها» كانت تشير إلى أن «الهند اعتبرت أنها ربحت المعركة من أجل كشمير، وأن الهند كانت تنوي الاحتفاظ بجائزتها».
نامعلوم صفحہ