وراحت أعمال الشاب تزدهر بشكل لم يسبق له مثيل، وسارت الأيام تخدم ما يهفو إليه، ونجح في أعماله، وبلغ من المناصب ما لم يحلم به.
وراح يقول في نفسه: كل هذا يمكن أن يتحقق دون أن يكون الرجل صادقا؛ فأنا غني، ويمكن أن تنجح أعمالي، ويمكن أن أصل من المناصب إلى أرفعها شأنا وأعلاها منزلة؛ كل هذا ممكن، ممكن.
وبدأت الزوجة تهب له الأطفال، كان الأول طفلا والثاني طفلا؛ إذن فالرجل صادق، إذن فأنا أعرف مستقبلي جميعه، أي لذة للحياة بعد؟ لا أريد هذه الحياة، لا، لا أريدها، سأرزق بطفلين آخرين، ويستمر نجاحي إلى أن أموت، كم هي سخيفة هذه الحياة! أم تراني أنا السخيف لأني لم أرض الحياة لغزا مستخفيا فرحت أستبق المستقبل قبل أن يجيء، وأشق الغيب عن أسراره حتى أعرفها، ثم ماذا بعد؟ حياة قاتلة راكدة ميتة، ولدان آخران سيأتيان، ويرث الجميع ثروتي.
ولكن.
وماذا؟
وكيف؟
ولماذا؟
حتى أجدد هذه الحياة، حياتي.
حتى أحطم هذا الذي قاله المنجم، أيظن أنه عرف الغيب حقيقة؟ إنه لا يستطيع، لا يستطيع.
إنه لا يعرف هذا الذي انتويت أن أفعله، وسأفعله، لا شيء يردني عما أريد، كلما فكرت، كما ازددت عزما.
نامعلوم صفحہ