حلية المحاضرة
حلية المحاضرة
عقر الصفي فما اشتوى من لحمها ... فلذًا ومثل لحومها لا يشتةي
لم تشف من خرم ولم يقدح لها ... زند ولم تبلل مجازرها الثرى
يصف نخلة جمرها. والصفي: الكثير الحمل. وشبهها بالناقة الغزيرة اللبن، وهي الصفي. والفلذ: القطعة من اللحم والكبد.
١٢٢٢وأنشد الباهلي [طويل]:
جرور لها لحم وليس لها دم ... ولا يجتدى منها ولا ينتعل
إذا ما اتيناها بفأس ومنجل ... فليس لها إلا التعسف مفصل
يصف نخلة جمرها. والتعسف: الأخذ في غير قصد.
١٢٢٣أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى، وهو من أحسن ما قيل في هذا المعنى [طويل]:
وطلقت نسوانًا كثيرًا، أعزة ... فلم يترك التطليق إلا ولا أهلا
سوى أن بالجزع قومًا مواثلًا ... بوائك لا يخشين شبعًا ولا هزلا
وصرمة معزى أربعين وقينة ... ومشعوبة دسماء تحتمل البقلا
قوله "بوائك" يريد نخلا طوالا. والمشعوبة الدسماء: يعني اتانا موسومة بسمة يقال لها الشعاب.
١٢٢٤أنشدنا أبو عمر عن ثعلب عن أبي الأعرابي [رجز]:
وجارة لي، لا يخاف داؤها ... لا ظلمها يخشى ولا عداؤها
عظيمة خمشها فتواؤها ... يعجل قبل خيرها سداؤها
فجارة السوء لها فداؤها
يصف نخلة. والفتواء: الكثيرة الشعر. وإنما يريدها هنا: كثيرة سعفها. وسداؤها: لحمها.
١٢٢٥ومما يستحسن في وصف النخل قول أعرابي [طويل]:
بهازر ما يخشى على بكراتها ... [ولا شب] منها طامر وابن طامر
تسامي ذراها في السماء وانشرت ... بأسبابها برد الثرى المتظاهر
كأن الكباس الساجمية علقت ... [دوين] الخوافي أو غرائر تاجر
يصف نخلا. وأسبابها: عذوقها. والخوافي: سعفها.
١٢٢٦أنشدنا أبو الحسن علي بن هرون [طويل]:
إلى الله اشكو [هجمة هجرية] ... فخج بها ريب السنين الدوابر
[فأمست منايا] تحمل الطير بعدما ... تكون غنى للمقترين المفاقر
يصف نخلا قطعت فيبست فجعلت اجذاعًا للبناء.
أحسن ما ورد من أبيات المعاني في الهجاء
١٢٢٧أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [طويل]:
إذا افتقد الذهلي ما في وعائه ... تبصر هل يلقى برابية قبرًا
فإن رام قبرًا من لحيم بقفرة ... أناخ وسمى ركبتيه لهم عمرًا
قال هذا، رجل طفيلي، أكول، إذا رأي قبرًا ينحر عنده، ويطعم الضيفان. قال: "أنا وأخي عمرو" ويسمى ركبتيه عمرًا، فيؤتى بطعام اثنين.
١٢٢٨وأنشدنا عنه [طويل]:
بني يثربي حصنوا أيقاتكم ... وأفراسكم من ضرب أحمر مسهم
ولا أعرفن ذا الشق يطلب شقه ... يداويه منكم بالأديم المسلم
يعني نساءكم وبناتكم. يقول: لا تنكحوا نساءكم العجم من الفرس. ومسهم، ضربه مثلًا. يقول: إذا كان هجينًا من السهام دون سهام العتيق.
١٢٢٩وأنشدنا محمد بن عبد الواحد عن أحمد بن يحيى لغيلان بن الاخيس العبدي [بسيط]:
ووافد الأزد لا يسقى صحابته ... من المرايا صريف المحض بالعلب
لكن يكب على الفنطاس مجتنحًا ... بأدكن الرأس منقوش من الجرب
المرى: الغزيرة من الابل التي تدر على غير ولدها، والصريف: اللبن المحض الذي لا ماء فيه والفنطاس: خشب مخزون مقير يحمل فيه الماء في السفن البحرية. وادكن: يعني ثوبًا من صوف منقوشًا كالجلود التي تتخذ منها الحرب وإنما يعيرهم أنهم ملاحون. ومجتنح: مائل.
١٢٣٠وقال بعض اللصوص يهجو قومًا شهدوا عليه بأنه سرق [بسيط]:
خوت نجوم بني شكس، لقد علقت ... أظفارهم بعقاب أمها أحد
يعني نفسه. شبهها بالعقاب. وأحد: جبل. وجعله أمها، لأنه كان يأوي إليه.
بينا أنازعهم ثوبي واجحدهم ... إذا بنو صحف بالحق قد شهدوا
جعل الشهود بني صحف، لأن أسماءهم مشتقة منها.
على رؤوسهم حماض محنية ... وفي صدورهم جمر الغضا يقد
"حماض محنية": يعني أنهم مخضبوا الرؤوس واللحى.
له درهم أبطال محنية ... لا الرمح يعني ولا الصمصامة الفرد
١٢٣١وقال آخر [كامل]:
أبكي الذي بنيت بجبس خيله ... حذر الندى حتى يجف لها النعل
1 / 131