حکمت متعالیہ
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
1981 م
باطله في نفسها فعلى هذا لا يلزم من كون الظلمة موحشة ان يكون تصرف الحس في ضياء العالم لذيذا ومثل التمكن من المراد في الوقت والاستمرار على توقف مقتضى القصد من غير شاغل وكذا العزائم والآمال وذكر ما سلف ورجاء ما يستقبل وتحدث النفس بالأماني والمحادثة والاستغراب والاغتراب والتعجب والاعجاب ومصادفة حسن الاصغاء من المجاور والمساعدة والخديعة والتلبيس والغلبة في أدنى شئ وغير ذلك.
واما الأسباب الغامة الخارجة فمقابلات هذه الأمور المذكورة وهي مثل تذكر الاخطار التي عرضت والآلام التي قوسيت والأحقاد وما غاظ من المعاملات والمعاشرات ومثل توهم المخاوف في المستقبل وخصوصا من الواجب عن مفارقه هذه الدار الدنيا التي تصرف عنها قناعه العاقل بما لا بد منه والفكر في غيره من المهمات الأخروية التي يجب السعي فيها ومثل الانقطاع عن الشغل والفكر العارض والقصور عن المراد وغير ذلك مما لا يحصى فهذه وأمثالها ترد على نفس المستعد للغم فتغمه ثم التخيل بفوته في السوداوي مما يعين ذلك بايراد الأشباه والمحاكيات لما يوحش ويغم وانما يقوى التخيل في السوداوي ليبس مزاج الروح الموضوعة فتخف حركتها ولأعراض العقل عن القوى الباطنة لفساد مزاج الروح التي فيها واختصاص حركاتها على مقتضى ما يعد له ذلك المزاج والكيفية الردية المظلمة.
الثالث ان تكرر الفرح يعد النفس للفرح وتكرر الغم بعد النفس للغم لما ذكره الشيخ ان كل فعل ذي ضد إذا تكرر فان القوة عليه تشتد وكل قوة تشتد يصير استعداده أشد.
وبيانه بوجهين أحدهما الاستقراء فان الجسم إذا سخن مرارا متوالية استعد لسرعة التسخن وكذا إذا أبرد وكذا إذا تخلخل وكذا إذا تكثف والقوى الباطنة تصير لها عند تكرر أفعالها وانفعالاتها ملكه قويه ما كان حالا وبمثل هذا تكتسب الأخلاق.
وثانيهما القياس المأخوذ عن المشهودات فان كل انفعال حدث للشئ فهو مناسب لجوهره والمناسب للشئ معاند لضده والمعاند للضد إذا تمكن مرارا نقص من
صفحہ 154