============================================================
" فصوص الحكم " أيضا، وابن عطاء السكندى يكتب كذلك كتاب "الحكم .
وكل هذا إنما يدل على ما لهذا النوع من الكتابة من دلالة خاصة عند العقل الشرق، أو الحضارة العربية السحرية بخاصة.
وساعد على تحقيق هذا النوع الأدبى اللغات السامية نفسها: فهى لغات التصاقية، أعنى أن الكلمات تتتالى فيها لتودى المعانى بغير توقف بعض أجزائها على بعض .
وهذا من شأنه أن يعين على إنشاء الكلمات القصار أكثر من إنشاء العبارات المركبة 0 ، ولهذا انعدم مذا التوع البلاغى عله، الكبير الأممية فى بلاغة اللغات الأوروبية، وبخاصة اللاتينية، انعدم من اللغات السامية والكاتب الممثل الحقيقى لهذه اللغات السامية هو من يكتب على طريقة الفواصل : 0ء، لا على طريقة العبارات المركبة قعدهنغ . وإذا كانت اللغة العربية المعاصرة تميل فى نثرها الى الابتعاد عن الفواصل والاتجاه صوب العبارات المركبة ، فا هذا إلايسبب تأثرنا اليوم بالكتابة الأوروبية ، ولا يزال الكتاب المتمسكون بعمود الروح العربية الأصيلة يليزمون الفواصل فى الأسلوب . وليس معنى هذا أنه لا توجد فى اللغات الأوروبية جمل قصيرة وكلمات حكمية ، بل هى توجد عند الكتاب اليونانيين - وإن كان الشك قويا جدا فى صحة نسيتها الى أكثرهم، خصوصا إلى من يعرفون باسم " الحكماء السبعة والفلاسفة السايقين على سقراط، فمصادرتا عنهم ألفت فى العصر اهليى" أى العصر المتأثر بالشرق كل التأثر، خصوصا كتب تراجم الفلاسفة ، مثل " تراجم الفلاسفة" لذيوجانس اللائرسى ، وكتاب الأمشاج 5 ش،2 للقديس كليمانس السكندرى - نقول إنها توجد عند الكتاب اليونانيين؛ واللاتينيين كما فى " تأملات ، مرقس أورليوس ، والأوربيين المحدثين ، ويكفى أن نذكر من أشمائهم بسكال وفوفتارج وشامفور من بين الفرنسيين، وشويهور وجيته ونوفالس من بين الألمان ، وليوباردى من بين الإيطاليين ، وجرائيان بلتسار من بين الأسبان ، الخ . وإنما نريد أن نقرر أن هذا النوع من الكتابة الأدبية لم يظغر فى أوربا بما ظفر به فى الشرق من رواج وعناية واحتفال ، ولم يكن طابعا ذا سيادة فى الفكر الأوربى عامة كما كان فى الفكر الشرق .
(4)
صفحہ 12