ولم أنعم بفرحة السقوط إلا ساعات!
الحكاية رقم «12»
ماذا يحدث للدنيا؟
يجتاحها طوفان، يقلقلها زلزال، تشتعل بأطرافها النيران، تتفجر بحناجرها الهتافات.
الميدان يكتظ بالآلاف، لم يقع ذلك من قبل، هديرهم يرج جدران حارتنا ويصم الآذان، إنهم يصرخون، وبقبضات أيديهم يهددون، وحتى النساء يركبن طوابير الكارو ويشاركن في الجنون!
وأحملق فيما يجري من فوق سور السطح، وأتساءل عما يحدث للدنيا!
وتتلاطم الأحاديث مشحونة بكهرباء الوجدان، وينهمر سيل من الألفاظ الجديدة السحرية: سعد زغلول، مالطة، السلطان، الهلال والصليب، والوطن، الموت الزؤام.
الأعلام ترفرف فوق الدكاكين، صور سعد زغلول تلصق بالجدران، إمام المسجد يظهر في شرفة المئذنة ويهتف ويخطب.
وأقول لنفسي إن ما حدث غريب، ولكنه مثير ومسل شديد البهجة.
غير أنني أشهد مطاردة.
نامعلوم صفحہ