على ضفة نهر كانت هناك جرة ملقاة من النحاس وأخرى من الخزف. وعندما ارتفع المد طفت الجرتان وجرفهما التيار معا، هنالك حاولت الجرة الخزفية بكل جهدها أن تتجنب الاقتراب من الجرة النحاسية التي صاحت: «لا تخافي يا صديقتي؛ فأنا لن أرتطم بك.» فقالت الجرة الخزفية: «ولكنني قد ألمسك إذا اقتربت أكثر من اللازم، وسواء صدمتك أو صدمتني فسوف أتضرر في الحالين.» ••• «القوي والضعيف لا تدوم لهما عشرة.»
الصياد والسمك الصغير
أنفق صياد يوما بأكمله في صيد السمك ولكنه لم يصطد غير سمكة صغيرة، قالت السمكة: «أرجوك اتركني، إنني أصغر من أن أشبعك الآن، فإذا أعدتني إلى النهر فسوف أنمو سريعا، وعندئذ يمكنك أن تصنع مني وجبة جيدة.»
قال الصياد: «كلا، كلا يا سمكتي الصغيرة، إنك في يدي الآن، وربما لا أتمكن من اصطيادك بعد هذا.» ••• «قليل في اليد خير من كثير في الظنون.»
الطماع والحسود
مثل جاران أمام
1
الإله جوبيتر وتضرعا إليه
2
أن يحقق لكل منهما أمنيته؛ أما الرجل الأول فكان ممتلئا طمعا، وأما الرجل الثاني فكان حسودا يأكل الحسد قلبه؛ ولذا أراد جوبيتر أن يعاقبهما فوافق على أن يحقق لكل واحد منهما أي شيء يتمناه لنفسه، ولكن بشرط أن ينال الآخر ضعف ذلك الشيء. تمنى الرجل الطماع أن يكون لديه غرفة مليئة بالذهب، وما كاد يطلب حتى تحقق طلبه، غير أن فرحته كلها انقلبت إلى حزن عندما وجد أن جاره صار لديه غرفتان مليئتان بهذا المعدن النفيس، ثم جاء دور الرجل الحسود الذي لم يحتمل أن يجد جاره قد نال أي قدر من السعادة؛ ولذا فقد دعا أن تقلع إحدى عينيه هو حتى يصبح جاره في عمى تام. ••• «الرذائل عقاب نفسها.»
نامعلوم صفحہ