حکایات اینڈرسن مجموعہ اول
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
اصناف
تساءلت العصافير الصغيرة حين لمحت الريشتين في المياه: «هل هذان اللذان يسبحان هناك من أفراخ البط؟»
قالت الأم: «إذا كان لا بد أن تسألوا سؤالا، فأرجو أن يكون منطقيا. ألا تستطيعون أن تروا أن هذا ريش؛ المادة الخام للملابس التي أرتديها والتي سوف ترتدونها قريبا، مع الفرق أن ريشنا أرفع كثيرا؟ إلا أنني أود أن أحصل عليهما هنا في العش، فسوف تجعلانه دافئا جدا. يخالجني بعض الفضول لمعرفة السبب الذي جعل البط مذعورا منذ قليل. لا يمكن أن يكون خائفا منا بالطبع، وإن كنت قد زقزقت بصوت عال بعض الشيء. حري بالورود البليدة أن تعلم بالتأكيد، لكنها جاهلة للغاية؛ فهي لا تفعل شيئا سوى النظر إلى بعضها البعض والشم. لقد سئمت بشدة من هؤلاء الجيران.»
قالت الورود: «أنصتوا إلى الطيور الصغيرة الجميلة فوقنا وهي تحاول الغناء. إنها لا تستطيع هذا بعد، لكنها ستستطيع في الوقت المناسب. كم سيكون هذا مبهجا، وكم هو لطيف أن يكون لدينا جيران بهذا النشاط!»
جاء فجأة حصانان يتبختران ليشربا من الماء. كان صبي قروي يمتطي صهوة أحدهما؛ وكان يرتدي قبعة سوداء عريضة الحافة، لكنه تجرد من أغلب ملابسه، حتى يتمكن من التوغل بالحصانين في أعمق جزء من البحيرة؛ وكان يصفر مثل طائر، وأثناء مروره بشجيرة الورد قطف وردة ووضعها في قبعته ثم مضى معتقدا أنه يبدو أنيقا للغاية. تطلعت الورود الأخرى إلى أختها وسألت كل منها الأخرى أين يمكن أن تذهب، لكنها لم تعلم.
قالت إحداها: «أود أن أخرج إلى العالم ولو مرة واحدة، رغم أن الحياة هنا جميلة جدا في منزلنا المكون من الأوراق الخضراء. الشمس تسطع دافئة نهارا، وفي الليل نستطيع أن نرى السماء وقد زادت بهاء، وهي تلمع من خلال الثقوب المنتشرة فيها.»
كانت تقصد النجوم فهذا كان قدر معرفتها.
قالت العصفورة الأم: «إننا نجعل هذا المنزل نشيطا جدا، ويقول الناس إن عش السنونو يجلب الحظ الحسن، لذلك فهم يسرون لرؤيتنا؛ لكن جيراننا شجيرة الورد فنموها على الجدار يعطي رطوبة. احتمال كبير أن يزيلوها، وربما يزرعون ذرة بدلا منها. فلا يوجد فائدة من الورود غير أن ينظر إليها وتشم، وربما يصادف أن يضعها أحدهم في قبعته. لقد عرفت من أمي أنها تتساقط كل عام. وتحافظ زوجة المزارع عليها بوضعها في الملح، ثم يطلقون عليها اسما فرنسيا لا يمكنني أن أنطقه ولن أفعل؛ ثم تنثر على النار لتنبعث منها رائحة طيبة. هذه هي حياتها. لقد خلقت لتكون بهجة للعين والأنف فحسب. والآن ها أنتم قد عرفتم كل شيء عنها.»
مع اقتراب المساء، راح البعوض يلعب في الهواء الدافئ تحت السحب الوردية، وجاء العندليب وغنى للورود قائلا إن الجمال مثل أشعة الشمس للعالم، وإن الجمال يعيش إلى الأبد. اعتقدت الورود أن العندليب يقصد نفسه بأغنيته، وهو ما قد يخطر لأي شخص بالطبع؛ فلم تتخيل قط أن أغنيته يمكن أن تشير إليها. لكنها استمتعت بها، وتساءلت في نفسها ما إن كانت كل أفراخ العصافير التي في العش ستصير عنادل.
قالت أفراخ العصافير: «لقد فهمنا أغنية هذا الطائر جيدا، لكن ثمة كلمة لم تكن واضحة. ما الجمال؟»
أجابت الأم قائلة: «أوه، إنه ليس بالشيء المهم. إنه شيء خاص بالمظهر هناك في منزل السيد النبيل. هناك لدى الحمام منزل خاص به، وكل يوم ينثر لهم الذرة والبازلاء. لقد تناولت معهم العشاء عدة مرات، وكذلك ستفعلون عما قريب، فإنني مؤمنة بالمثل القديم القائل: «قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت.» حسنا، هناك في منزل السيد النبيل يوجد طائران بعنقين خضراوين وعرفين على رأسيهما. ويستطيعان أن يمدا ذيلهما مثل عجلات كبيرة، وهما يعكسان العديد من الألوان الجميلة التي تبهر العيون عند النظر إليهما. ينتمي هذان الطائران إلى عائلة الطواويس، وهي من الأشياء التي يقال إنها جميلة؛ لكنها لن تبدو أفضل منا لو نزع منها عدة ريشات. كنت لأنزع بعضا منها بنفسي لو لم تكن كبيرة جدا.»
نامعلوم صفحہ