حکایات اینڈرسن مجموعہ اول
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
اصناف
وفي نفس تلك اللحظة تدفق بعض الماء في البالوعة، حتى فاض وحمل معه الماسة الزجاجية.
قالت إبرة الرفو: «ها قد رحلت، وأنا ما زلت قابعة. لقد بقيت لأنني في غاية النحافة والرقي. لكن هذا كبريائي وهو شيء جدير بالاحترام.» وقد جلست بكبرياء، تتوالى على بالها الأفكار. «أكاد أصدق أنني قد ولدت من شعاع شمس؛ فإنني في غاية الرقة. ويبدو كما لو أن أشعة الشمس كانت دوما تحاول البحث عني تحت الماء. لكن يا للأسف، إنني في غاية الرقة حتى إن أمي نفسها لا تستطيع العثور علي. لو كان ما زال لدي عيني القديمة التي انكسرت، فأعتقد أنني لا بد أن أبكي، لكن لا، لن أفعل؛ فالبكاء ليس سلوكا راقيا.»
ذات يوم كان بعض صبية الشوارع يخوضون في البالوعة، بحثا عن مسامير قديمة وبنسات وما شابه. ورغم أنه كان عملا قذرا فقد بدا عليهم أنهم يجدون فيه متعة كبيرة .
صاح أحدهم حين انشك بإبرة الرفو: «آه! ها قد وجدت لكم واحدا!»
قالت إبرة الرفو: «أنا لست رجلا! وإنما سيدة شابة!» لكن لم يسمعها أحد.
كان شمع الختم قد تآكل، وصارت هي سوداء تماما؛ «لكن اللون الأسود يجعل المرء يبدو نحيفا، كما أنه أنيق دائما.» هكذا شعرت أنها صارت أكثر تميزا حتى عن ذي قبل.
قال الصبية: «ها هي قشرة بيض آتية»؛ وغرزوا إبرة الرفو في القشرة.
قالت إبرة الرفو: «سيدة متشحة بالسواد، وداخل جدران بيضاء! ذلك منظر لافت جدا للنظر. الآن يستطيع الجميع أن يروني. أرجو ألا أصاب بدوار البحر؛ إذ سوف أتكسر حينذاك.»
لكن لم يكن هناك داع للخوف؛ إذ لم يصبها دوار البحر ولم تتكسر. «ليس هناك أفضل من أن يكون لديك معدة من الصلب للتغلب على دوار البحر وأن يظل في اعتبارك أنك أفضل قليلا من الأشخاص العاديين. لقد تغلبت على دوار البحر الآن. كلما كان الشخص نبيلا وعظيما، زادت قدرته على التحمل.»
تهشمت قشرة البيض حين مرت عربة فوق كليهما، لكن كان من العجيب أنها لم تتكسر.
نامعلوم صفحہ