حکایات اینڈرسن مجموعہ اول
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
اصناف
ارتفع السنونو في الهواء وطار فوق الغابة وأعلى البحر، عاليا فوق أعلى الجبال، المكللة بثلوج لا تنتهي. كانت عقلة الإصبع ستتجمد في الهواء البارد، لكنها زحفت تحت ريش الطائر الدافئ، دون أن تغطي رأسها الصغير، حتى يتسنى لها الاستمتاع بمشاهدة الأماكن الجميلة التي مرا فوقها. بعد وقت طويل وصلا إلى البلاد الدافئة، حيث تشرق الشمس ساطعة وتبدو السماء في مستوى أعلى كثيرا فوق الأرض. هنا كانت تنمو أصناف أرجوانية وخضراء وبيضاء من العنب على الأسيجة الشجرية وعلى جانب الطريق، ويتدلى الليمون والبرتقال من الأشجار في الحقول، ويعبق الهواء بروائح نبات الآس وزهور البرتقال. وكان يجري في الطرق الريفية أطفال حسان، يلعبون مع فراشات زاهية كبيرة؛ وكلما طار السنونو أبعد فأبعد، بدا كل مكان أبهى وأبهى.
وأخيرا أتيا بحيرة زرقاء، قام بجانبها قصر من الرخام الأبيض المبهر، بني في الأزمنة الغابرة، وقد ظللته أشجار ذات لون أخضر غاية في الدكانة. والتفت حول أعمدته السامقة الكروم، وكان في أعلاه العديد من أعشاش السنونو، وبينها بيت السنونو الذي حمل عقلة الإصبع.
قال السنونو: «هذا هو بيتي، لكن لن يكون من المناسب لك أن تعيشي هنا؛ فلن تشعري بالراحة. لا بد أن تختاري واحدة من هذه الزهور الجميلة، وسوف أهبط بك إليها، وبعد ذلك سوف تحصلين على كل ما قد تتمنينه ليحقق لك السعادة.»
قالت: «سيسرني هذا.» وصفقت بيديها الصغيرتين فرحا.
كان على الأرض عمود رخامي ضخم، تكسر حين هوى ثلاث قطع. وقد نبت بين هذه القطع زهور بيضاء كبيرة في غاية الجمال، فطار السنونو هابطا بعقلة الإصبع ووضعها على إحدى الأوراق العريضة. لكن كم اندهشت عقلة الإصبع حين رأت في منتصف الزهرة رجلا صغيرا ضئيلا، شديد البياض والشفافية كأنه من بلور! كان معتمرا تاجا ذهبيا، وبرز من كتفيه جناحان رقيقان، ولم يكن يفوقها كثيرا في الحجم. كان ملاك الزهرة؛ إذ يعيش في كل زهرة رجل صغير وامرأة صغيرة، وكان هذا هو ملكهم جميعا.
همست عقلة الإصبع للسنونو قائلة: «أوه، كم يبدو وسيما!»
في البداية ارتعب الأمير الصغير بشدة من الطائر، الذي كان بمثابة عملاق بالنسبة إلى مخلوق صغير رقيق مثله؛ لكنه سر حين رأى عقلة الإصبع واعتقد أنها أجمل فتاة صغيرة رآها على الإطلاق. خلع التاج عن رأسه ووضعه على رأسها، ثم سألها عن اسمها وإن كانت توافق على أن تكون زوجته والملكة على كل الزهور.
كان هذا قطعا زوجا من نوع مختلف جدا عن ابن الضفدعة، أو الخلد بفرائه ومخمله الأسود، ومن ثم فقد وافقت على الزواج من الأمير الوسيم. هنا تفتحت كل الزهور، وخرج من كل واحدة سيدة صغيرة أو سيد صغير، كلهم في غاية الجمال حتى إنهم ليثيرون في النفس بهجة شديدة لدى رؤيتهم. وأتى كل منهم بهدية لعقلة الإصبع؛ لكن أفضل هدية كانت زوجين من الأجنحة الجميلة، كانت تعود إلى ذبابة بيضاء كبيرة، وقد ثبتوهما على كتفي عقلة الإصبع، حتى تتمكن من الطيران من زهرة لأخرى.
سادت بعد ذلك فرحة عارمة، وطلب من السنونو، الذي كان جالسا في عشه فوقهم، أن يشدو بأغنية للعرس، وهو ما فعله كأفضل ما يستطيع؛ إلا أنه كان يشعر في أعماقه بحزن، فقد كان مولعا بعقلة الإصبع للغاية وود ألا يفترق عنها ثانية أبدا.
قال لها ملاك الزهور: «يجب التوقف عن مناداتك بعقلة الإصبع. فهو اسم قبيح، وأنت في غاية الحسن. سوف نناديك مايا.»
نامعلوم صفحہ