حکایات اینڈرسن مجموعہ اول
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
اصناف
كان على عقلة الإصبع أن تدور المغزل، وعينت فأرة الحقل أربعة عناكب كان عليها الغزل ليلا ونهارا. كان الخلد يزورها كل مساء وكان يتحدث باستمرار عن الوقت الذي سينتهي فيه الصيف. فحينئذ سيحدد يوم زواجه من عقلة الإصبع؛ أما الآن فحرارة الشمس كانت شديدة لدرجة أنها ألهبت الأرض وجعلتها صلبة، مثل الحجر. وبمجرد أن ينتهي الصيف سيقام العرس. إلا أن عقلة الإصبع لم تكن سعيدة على الإطلاق، فهي لم تحب الخلد المثير للضجر.
في كل صباح مع شروق الشمس، وكل مساء مع غروبها، كانت تخرج متسللة من الباب، وعندما كانت الرياح تهب فتباعد بين أكواز الذرة بحيث تتمكن من رؤية السماء الزرقاء، كانت تتأمل كم يبدو العالم بهيا ومشرقا بالخارج، وتتمنى كثيرا أن ترى صديقها العزيز، السنونو مرة أخرى . إلا أنه لم يرجع قط؛ فقد كان في هذا الوقت قد طار بعيدا في الغابة الخضراء الجميلة.
حين أقبل الخريف كانت ملابس عقلة الإصبع قد صارت جاهزة، فقالت لها فأرة الحقل: «لا بد أن يقام العرس خلال أربعة أسابيع.»
حينذاك أجهشت بالبكاء وقالت إنها لن تتزوج الخلد الكريه.
ردت عليها فأرة الحقل قائلة: «هراء. كفي عن المكابرة في الحال وإلا عضضتك بأسناني البيضاء. إنه خلد وسيم جدا؛ الملكة نفسها لا ترتدي من المخمل والفراء ما يفوقه أناقة. كما أن مطابخه وأقبيته ممتلئة عن آخرها. يجدر بك أن تكوني في غاية الامتنان على هذا الحظ الحسن.»
وهكذا حدد يوم العرس، الذي كان سيأخذها فيه الخلد لتعيش معه، عميقا تحت الأرض، فلا ترى الشمس الدافئة مرة أخرى مطلقا؛ لأنه لم يكن يحبها. أثارت فكرة توديع الشمس الجميلة بالغ الحزن في نفس الفتاة المسكينة، ولما سمحت لها فأرة الحقل بالوقوف عند الباب، ذهبت في الحال لتراها مرة أخيرة.
هتفت عقلة الإصبع وهي تمد ذراعيها ناحيتها: «الوداع أيتها الشمس المشرقة»، ثم مشت مسافة قصيرة من المنزل، إذ كانت الذرة قد حصدت، ولم يتبق في الحقول سوى بقايا الحصاد الجافة. أعادت القول وهي تطوق زهرة حمراء صغيرة نبتت بجانبها: «الوداع، الوداع. فلتبلغي السنونو الصغير سلامي، إذا رأيته ثانية.»
وفجأة ترددت زقزقة فوق رأسها، وحين نظرت إلى أعلى كان السنونو نفسه يحلق قريبا منها. وما أن لمح عقلة الإصبع حتى ابتهج، فأخبرته كم كانت غير راغبة في الزواج من الخلد الدميم، والعيش دائما أسفل الأرض، وعدم رؤية الشمس المشرقة مرة أخرى. وقد راحت تبكي وهي تخبره بهذا.
قال السنونو: «لقد أوشك الشتاء البارد على القدوم، وسوف أطير بعيدا إلى بلاد أكثر دفئا. فهل تأتين معي؟ يمكنك الجلوس على ظهري ولتشدي وثاقك عليه بحزامك. وحينئذ يمكننا الطيران بعيدا عن الخلد الدميم ومنزله الكئيب، بعيدا فوق الجبال، إلى بلاد أكثر دفئا، حيث تشرق الشمس أكثر وهجا من هنا؛ حيث الصيف دائم، وحيث تتألق الزهور في جمال أكبر. فلتطيري معي يا عزيزتي الصغيرة؛ فقد أنقذت حياتي حين كنت راقدا متجمدا في ذلك الممر المظلم الموحش.»
قالت عقلة الإصبع: «حسنا، سأذهب معك.» وجلست على ظهر الطائر واضعة قدميها على جناحيه المفرودين، وربطت حزامها بواحدة من أقوى ريشه.
نامعلوم صفحہ