حکایات اینڈرسن مجموعہ اول
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
اصناف
سأله الجرذ: «هل لديك جواز سفر؟ أين جواز سفرك؟»
لكن الجندي الصفيح لاذ بالصمت وأحكم قبضته على حربته فحسب.
مضى القارب، لكن الجرذ تبعه. عجبا! لقد أخذ يجز على أسنانه ونادى على العيدان والقش، قائلا: «أوقفوه! أوقفوه! فهو لم يدفع رسم المرور! ولم يبرز جواز سفره!»
لكن تيار المياه أخذ يشتد ويشتد، واستطاع الجندي الصفيح أن يرى بالفعل ضوء النهار في نهاية نفق البالوعة؛ لكنه سمع في الوقت نفسه ضجيج اندفاع صاخبا، ربما كان ليرتعد منه رجل أكثر جسارة منه. في المكان الذي ينتهي فيه النفق، يندفع الماء بقوة شديدة إلى مصب البالوعة. كان الوضع خطيرا بالنسبة للجندي، كما يكون الإبحار في شلال هائل لنا.
صار قريبا جدا منه الآن حتى إنه لم يعد بإمكانه التوقف. فانطلق القارب، وتماسك الجندي الصفيح جيدا حتى إنه لا يمكن لأحد القول بأنه قد طرف له جفن. أخذ القارب يدور في حلقات ثلاث مرات أو أربعا؛ وصار ممتلئا لذروته بالماء وكان لا بد أن يغرق لا محالة.
وصل الماء إلى عنق الجندي الصفيح؛ ثم غاص القارب لأغوار أعمق فأعمق، وصار الورق هشا أكثر فأكثر، حتى غاص رأس الجندي تحت الماء. هنا راح يفكر في الراقصة الصغيرة الحسناء التي لن يراها ثانية أبدا، وتردد في أذنيه كلمات هذه الأغنية:
مصيرك يا أيها الغريب الشجاع
هو مغامرة مثيرة وخطر فتاك.
انشق القارب الورقي من النصف، وكان الجندي على وشك الغرق حين ابتلعته سمكة ضخمة.
كم كان الظلام حالكا داخل السمكة! أكثر حلكة حتى من البالوعة، وكان المكان ضيقا جدا؛ لكن الجندي الصفيح استعاد شجاعته؛ فقد استلقى تماما، حاملا حربته على كتفه كما كان.
نامعلوم صفحہ