حکایات اینڈرسن مجموعہ اول
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
اصناف
أجابها الطالب: «بالطبع يمكنك أن تريها. فقط لا تنسي اختلاس النظر من وراء النوافذ في المرة القادمة حين تذهبين إلى القصر. لقد فعلت ذلك هذا اليوم تحديدا، ورأيت زنبقة صفراء طويلة مستلقية على الأريكة. كانت من سيدات البلاط.» «هل تذهب الزهور التي في الحديقة النباتية إلى الحفل الراقص؟ هل تستطيع أن تقطع كل تلك المسافة الطويلة؟»
قال الطالب: «بالتأكيد؛ فالزهور تستطيع الطيران متى أرادت. ألم تري الفراشات الحمراء والصفراء الجميلة التي تشبه الزهور كثيرا؟ إنها ليست في الواقع سوى زهور. لقد طارت من فوق سيقانها عاليا في الهواء، ورفرفت ببتلاتها الصغيرة كأنها أجنحة، وبهذا استطاعت التحليق. إنها تكافأ على حسن سلوكها الدائم بالسماح لها بالطيران أثناء النهار أيضا، بدلا من الجلوس بلا حركة على سيقانها في مكانها، حتى صارت بتلاتها أجنحة حقيقية. وقد رأيت هذا بنفسك.
لكن من المحتمل ألا تكون الزهور التي في الحديقة النباتية قد ذهبت إلى قلعة الملك قط. ربما لم تسمع بأشكال اللهو التي تقام هناك كل ليلة. لكن لدي فكرة؛ حين تذهبين المرة القادمة إلى هذه الحديقة، فلتهمسي إلى واحدة من الزهور بأنه يقام حفل راقص كبير هناك في القلعة، وسينتشر الخبر من زهرة إلى أخرى، وستطير كلها إلى هناك . بعد ذلك حين يأتي البروفيسور إلى حديقته لن يكون هناك أي زهور؛ ولن يستطيع أن يتخيل ما قد حدث لها.» «لكن كيف يمكن أن تخبر زهرة زهرة أخرى بالأمر؟ إنني متأكدة أن الزهور لا تستطيع الكلام.»
رد الطالب: «صحيح؛ أنت على حق في هذا. إنها لا تستطيع الكلام، لكنها تستطيع القيام بإشارات. هل لاحظت من قبل أنه حين تهب الرياح قليلا تومئ الزهور بعضها لبعض، وتحرك كل أوراقها الخضراء؟ إنها تستطيع أن تفهم بعضها بهذه الطريقة تماما كما نفعل نحن بالحديث.»
سألته آيدا: «وهل يفهم البروفيسور إيماءاتها الصامتة؟» «أوه، بالطبع؛ جزء منها على الأقل؛ فقد جاء إلى الحديقة ذات صباح، ورأى نبات قراص كبير يومئ بإشارات بأوراقه لزهرة قرنفل حمراء جميلة. كان يقول لها: «إنك جميلة جدا، وإنني أحبك من كل قلبي!» لكن لم يرق ذلك التصرف للبروفيسور، فضرب القراص على أوراقه، التي هي بمنزلة أصابعه؛ لكنه وخزه، ومنذ ذلك الوقت لم يجرؤ قط على لمس أي نبات قراص.»
ضحكت آيدا الصغيرة وقالت: «تلك حكاية مضحكة جدا.»
قال محام شاب مثير للضجر، كان قد أتى للزيارة: «كيف يمكن لأحد أن يضع مثل هذه الأشياء في رأس طفلة؟» لم يكن المحامي يحب الطالب وكان دائما يوبخه حين يراه وهو يقص أشكالا غريبة من ورق الكرتون، مثل رجل معلق في مشنقة ويحمل قلبا في يده للدلالة على أنه كان لص قلوب، أو ساحرة عجوز راكبة عصا مكنسة وتحمل زوجها على طرف أنفها. لم يكن المحامي يتقبل تلك الطرفات، وكان دائما يقول، كما قال الآن: «كيف يمكن لأي شخص أن يضع مثل تلك الأفكار في رأس طفلة؟ هذه مجرد تخيلات حمقاء.»
أما آيدا الصغيرة فكان كل ما أخبرها به الطالب مسليا جدا، وظلت تفكر فيه مرارا وتكرارا. لقد صارت الآن على يقين أن زهورها التي كانت جميلة أمس تدلت رءوسها لأنها متعبة، وأن التعب الذي اعتراها سببه أنها ذهبت إلى الحفل الراقص. لذلك أخذتها إلى المنضدة التي وضعت عليها لعبها. كانت دميتها نائمة ، لكن آيدا قالت لها: «لا بد أن تنهضي، وحسبك الليلة أن تنامي في درج المنضدة؛ فالزهور المسكينة مريضة، ولا بد أن تنام في فراشك؛ وربما تكون على ما يرام مرة أخرى غدا.»
وفي الحال أخرجت الدمية، رغم أن الدمية بدت متكدرة من التنازل عن مهدها للزهور.
وضعت آيدا الزهور في فراش الدمية وشدت عليها الغطاء تماما، وهي تطلب منها الاستلقاء دون حراك بينما تعد لها بعض الشاي لتحتسيه، عسى أن تصير على ما يرام في اليوم التالي. وشدت الستائر التي تحيط بالفراش، حتى لا تسطع الشمس في أعينها.
نامعلوم صفحہ