حکایت اور اس میں کیا ہے

محمد عبد النبي d. 1450 AH
91

حکایت اور اس میں کیا ہے

الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)

اصناف

وعلى الرغم من انقضاء أكثر من أربعين عاما على نشر هذا الكتاب أول مرة في لغته، لا تزال المسائل التي يتناولها المشاركون فيه تثير القدر نفسه من الجدل والخلاف، من أمثلة ذلك تأمل الرواية لذاتها وتركيزها على الشكل، مقابل عدم الالتفات للسردية التاريخية والاجتماعية؛ أي غرام الروائي بصورته وآليات عمله والعكوف على تأملها، أو بتعبير فيليب روث: «يلتفت الروائي إلى ذاته، وتتكشف له قدرته وموهبته بوجودها وتصرخ فيه: أنا موجودة. ثم تلقي نظرة طويلة لطيفة قائلة: وأنا جميلة، فلماذا يلتفت إلى العالم إذن؟»

ما هو واضح أن الكتاب بحاجة لقارئ أكثر خبرة، ولكن حتى إن وجد الكاتب الناشئ بعض الصعوبة في الاستيعاب التام لجميع الأفكار والقضايا المطروحة، فعلى الأقل سوف يفتح له أبوابا للاستزادة والتأمل، والأهم أنه سيضع مهارات الكتابة الصرفة في سياق أوسع وأعم من الفلسفة والتاريخ وحركة المجتمعات، وهو المنظور الذي قد يغيب تماما عن أفق كثير من المبدعين، فيضعف رؤيتهم مهما امتلكوا من مهارات وتقنيات.

تقنيات الكتابة «عدد من المؤلفين»

هذا أيضا كتاب اشترك في كتابته مجموعة من الكتاب، ولكن على عكس الكتاب السابق، فهو دون محرر معروف يقدمه، وبلا أي أسماء كبيرة أو معروفة، إلا في سياق الكتابة الروائية الخفيفة والتجارية وذات الأنواع المحددة مثل الإثارة والجريمة ونحو ذلك ، وفيه نجد اسم نانسي كريس مرة أخرى على رأس ستة فصول من بين خمسة وعشرين فصلا، بلا مقدمة إلا ما أورده المترجم د. رعد عبد الجليل جواد، من إشارات مقتضبة، وليس هناك ما يشير لأصل الكتاب في لغته الإنجليزية أو تاريخ نشره؛ ولذلك ربما كان مجرد مقالات من مصادر مختلفة، جمعها المترجم لتصدر عام 1995 عن دار الحوار في سوريا. وعلى الرغم مما قد يبدو من ارتباك في أسلوب الكتاب، فإن الكاتب المبتدئ سيقع فيه على كنز من النصائح العملية والإرشادات التقنية المتنوعة، لا يربطها سياق أو نسق، ولكنها تضرب على أوتار بعض الاحتياجات الماسة في عملية الكتابة السردية، منها على سبيل المثال علاقة الحبكة الأساسية بالحبكات الفرعية، وطرق تجاوز معضلة انسداد الكتابة وإنهاء الكاتب لمشروعه المتوقف، ونقاط ضعف كتابة قصة الحب، والإجابة عن أسئلة من قبيل: ما الذي يجعل شخصياتك مشدودة؟ وتتناول نانسي كريس في واحد من مقالاتها الستة، مسألة غاية في الدقة والغموض، هي مراقبة الإيقاع في السرد، وتحاول جاهدة إيضاحها وشرحها قدر الإمكان، دون أن تجد بأسا في الإقرار بأن «الإيقاع ليس موضوعا سهلا للمناقشة؛ إنه معقد ودقيق، مثل الهواء باعتباره الجزء الأساسي للحياة، ولكن لا يتم الحديث عنه إلا متى فسد.»

أركان القصة «إي إم فورستر»

كما يمكن ترجمة عنوان هذا الكتاب إلى «أوجه الرواية» كما يؤثر د. ماهر شفيق فريد في مقدمته له، وعلى هذا فهو كتاب عن السرد عموما، وعن كتابة وقراءة الرواية خصوصا، وهو سلسلة من المحاضرات المترابطة ألقاها إدوارد مورجان فورستر، كاتب القصة والرواية والدراسات الأدبية البريطاني (1879-1970)، في ربيع 1927، بجامعة كامبريدج، وطبعت كتابا في العام نفسه. وأحدث نسخة عربية متوافرة من هذا الكتاب هي طبعة مكتبة الأسرة في مصر عام 2001، بترجمة كمال عياد جاد، وهو كتاب كفيل بأن يدفع القاص والروائي المتشبث بقوالب ثابتة وربما عتيقة في صنعته، إلى إعادة النظر فيها ومساءلتها بهدوء وروية، دون أن يواجه صعوبة ذات شأن في استيعاب الأفكار المعقدة المطروحة بأسلوب سلس وأمثلة ناصعة من روايات مهمة . يصدق هذا مثلا على تناول فورستر مسألة بناء الشخصية، والمسافة بينها وبين الناس في واقع الحياة، ثم تناوله الشخصيات الرئيسية وتعقدها وغناها في مقابل الشخصيات المساعدة أو المسطحة، التي كانت تعرف قديما بالأمزجة، لثبات خصالها عبر الحكاية. أما الكتاب الشباب ممن يقدسون إحكام الحبكة وتشويق القارئ، فإن الفصل المخصص لهم من هذا الكتاب قد يفلح في إقناعهم بأن مفهوم الحبكة أكثر من مجرد إثارة حب الاستطلاع والفضول في نفس القارئ، وأنه نسيج وغزل، وتقديم وتأخير، بحيث ننتقل من المستوى المباشر للحكاية بصورتها الفطرية والمباشرة، إلى مستوى الحبكة الروائية التي تخاطب الذكاء والذاكرة والإحساس بالجمال؛ إذ يقول: «والشعور النهائي (إذا كانت الحبكة جميلة) لا يكون شعورا بمفاتيح ألغاز أو سلاسل، ولكن بشيء جميل مترابط، شيء كان يمكن أن يرينا إياه الروائي بطريقة مباشرة، ولكنه لو فعل لما بدا هذا الشيء جميلا على الإطلاق.» هذا كتاب لا تسقط أخباره بالتقادم، شأن كل الجواهر التي يزيد الزمن من قيمتها وتألقها.

الصوت المنفرد «فرانك أوكونور»

لا أحسب أن هناك كاتب قصة قصيرة لم يسمع من قبل بعنوان هذا الكتاب، أو لم ينصح بقراءته ولو مرة واحدة على الأقل، فعلى مدى سنوات ظل مرجعا فنيا وجماليا لأجيال من القاصين العرب منذ أن ترجمه محمود الربيعي، ليصدر في طبعات مختلفة، لعل أحدثها طبعة خاصة عن المركز القومي للترجمة، بمناسبة ملتقى القاهرة الدولي الأول للقصة العربية القصيرة عام 2009؛ ولعله العمل الوحيد الذي قرئ وذاع صيته للكاتب الأيرلندي أوكونور (1903-1966)، الذي كتب ما يزيد عن المائة والخمسين مؤلفا بين القصة القصيرة والشعر والمذكرات والدراسات. والكتاب أقرب إلى جولة حميمة بين علامات وأساطين هذا الفن الصعب، ينتقل ما بين جيمس جويس وكاثرين مانسفيلد وهيمنجواي ودي إتش لورانس، حريصا على التأمل الهادئ المرهف لعالمهم وتجربتهم، دون أن يبتلعه تل الدوامات العفية، بقدر ما يستخلص منها لآلئ مشعة أقرب إلى علامات هادية. غير أن أوكونور لا يكتفي بالتنقل بين إبداعات هؤلاء، ولا ينتهي كتابه قبل أن يقدم دروسا شبه عملية في كتابة القصة القصيرة، مؤكدا على أهمية اختيار الموضوع، ويليه البناء العضوي للأحداث وإطلاق العنان للخيال، وقيمة التكثيف بالاستغناء عن كل ما ليس ضروريا، والحذر كل الحذر من الاسترسال، وخصوصا في كتابة صفحات أو مناظر عظيمة الجمال ليست لها في الحقيقة أية علاقة بالمراد قوله: «لا أزال أقول إن الكاتب ينبغي أن يلقي الرماد على ناره الخالقة، حتى يعرف على وجه الدقة الشيء الذي ينبغي أن توجه ضده هذه النار.» إنه كتاب ينبغي على كل عاشق لفن القصة، فضلا عن كاتبها، أن يدرسه بالورقة والقلم، وسوف يجد بين صفحاته الأصل النقي لكثير من الأكليشيهات التي تتردد على الألسنة في الندوات الأدبية دون تأصيل أو فهم عميق.

المرشد في الكتابة السينمائية والروائية «راشيل فريدمان بالون»

أحدث عناوين هذه القائمة، فقد صدر مطلع عام 2015 عن دار نشر ميريت، بترجمة إيهاب عبد الحميد، دون معلومات ذات شأن حول الكاتبة، سوى أنها تدرس في إحدى ورش كتابة السيناريو للمبتدئين، فصلا دراسيا متقدما يخص إبداع الشخصيات، بجامعة كاليفورنيا، وقد بدأت في وضع هذا الكتاب أساسا من أجل كتاب السيناريو الذين يعانون من مشكلات في البناء ورسم الشخصيات، وخصوصا أولئك الذين يقيمون بعيدا في المدن الصغيرة، ولن تتاح لهم فرصة الالتحاق بورش كتابة. غير أنها ارتأت بعد فترة من التدريس لكتاب القصة والرواية في نفس فصلها الدراسي، أن كلا من كتاب السرد والسينما يعانون المشكلات ذاتها ونفس الصعوبات مع البناء وتطوير الشخصيات، مع خصوصية كل وسيط ولغته وطرائقه، فصممت كتابها بحيث يكون صالحا لنوعي الكتابة.

نامعلوم صفحہ