حکایت اور اس میں کیا ہے
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
اصناف
اطبخ بحب
قد يتردد المرء على أشهر المطاعم ويأكل من أيدي أفضل الطهاة، لكنه لن يستطيع أن ينسى مذاق وجبة أعدت من أجله هو، أعدها شخص يحبه ويهتم به. لا تضع نفسك في موضع أشهر الطهاة، فمع كل حرفيتهم وخبرتهم لن يستطيعوا تسريب ذلك الحنان والمحبة إلى أطباقهم كلما طبخوا إلا نادرا، لا تتخذ من الطبخ مهنة، أو تطمح إلى إنتاج تلك الوجبات السريعة المتشابهة والمقدمة لملايين الأشخاص بكميات هائلة، بل اكتب كأنك تعد وجبة منزلية صغيرة لشخص واحد فقط، شخص تحبه وتهتم به، وستكون أسعد لحظات حياتك حين يغمض عينيه قليلا مستمتعا، وهاتفا: «الله!» •••
في الفصل التالي نبدأ رحلتنا مع عناصر المشهد ومهارة الوصف.
افتح عينيك
أن ترى
مهمتي هي أن أستعين بقوة الكلمة لكي أجعلك تسمع، وأن أجعلك تشعر، وقبل ذلك كله، أن أجعلك ترى.
الكاتب الإنجليزي «جوزيف كونراد»
النظر: عتبة أولى
ولكن قبل أن يستطيع أي كاتب أن يجعل قارئه يرى، ألا ينبغي عليه هو أولا أن يكون قادرا على الرؤية؟ الرؤية بالمعنى الواسع والعميق، وليس مجرد امتلاكه حاسة البصر؛ لذلك نتوقف قليلا أمام مسألة النظر، والتطلع إلى مفردات العالم ، وتدريب العين كمحطة أساسية لا غنى عنها، قبل أن يتناول الكاتب قلمه ليحاول أن ينقل مفردات هذا العالم إلى ألفاظ لغته؛ ويمكننا بعد ذلك أن ننتقل إلى رسم المشهد ومهارة الوصف، في اطمئنان إلى اجتيازنا العتبة الأولى لتذوق ما حولنا؛ فتح العينين على اتساعهما والتطلع بانتباه.
وبمناسبة هذا التقابل بين مفردات العالم وألفاظ اللغة الإنسانية، لن تجد صعوبة في أن «تلحظ» هذه العلاقة بين النظر والرؤية وبين العقل والتدبر؛ وكلمة «تأمل» أوضح مثال على ذلك - إذ تحمل الدلالتين - ويتبنى الناس وجهات «نظر»، أو يغيرون «منظورهم» للأمور، والتصرف الحكيم هو «عين» العقل، والتصور من الصورة، والرؤية ابنة البصر ونتاج التمعن كذلك. ويحفل تراثنا العربي ولغتنا المصرية العامية كذلك بالتعبيرات التي تربط النظر بالفهم والإدراك، وإذا استدعينا أمثلة فلن نستطيع أن نتوقف، بداية من الاستخدام القرآني لفعل النظر بمعنى التدبر، ومرورا بمسألة فيها نظر، وليس انتهاء بالتعبير العامي «تفتيح عين صغار السن»، في معرض الحديث أمامهم عن حقائق الحب والزواج.
نامعلوم صفحہ