فقال بحنق: ولكن الفران يستقبلك استقبالا عجيبا، يهتف دون مناسبة: أهلا أهلا ويقبل عليك كأنه صديق حميم. - عبد الله! - إني أصف ما رأته عيناي. - أكنت تتجسس علي؟ - الشك له أسلوب لا مفر منه. - ولو بلغ الوقاحة؟! - ولو! - كيف خفيت عن عيني حقيقتك طيلة ذلك العمر؟ - كما خفيت عن عيني حقيقة أفظع! - اقطع لسانك واخرس. - رأيته وهو يكاد يأخذك في حضنه.
صاحت به: لا أسمح لك. - رأيت ذلك بعيني كما رأيته قبل ذلك في عيني الشاب بالقهوة! - لن أسمح لك بإهانتي! - هل لديك دفاع؟ - لست متهمة! - هل لديك تفسير؟ - أنت مجنون. - لا مفر من المواجهة. - كم أنك كريه أعمى! - الشتائم غير مجدية. - إني أشرف من أفكارك الوضيعة. - هاتي دفاعك.
فصاحت بكبرياء وهي تثب قائمة في غضب جنوني: لا تردد كلمة الدفاع، لا أسمح لك. - يا للشيطان! .. هذا يعني أنك تعترفين. - إني ذاهبة، بقائي مع شخص مثلك مستحيل!
ضرب الخوان بقبضته وهو يرتجف غضبا وصاح: تكلمي! - إني ذاهبة.
غادرت الحجرة فصاح في أعقابها: تكلمي!
ثم ضرب الخوان بقبضته مرة أخرى وصاح بجنون: أنت طالق!
2
جلس في حجرة الجلوس وحيدا. لم يحلق ذقنه ولم يمشط شعره. زائغ البصر. - إني وحيد، وحر، واليأس إحدى الراحتين.
وصمت مليا ثم قال: يجب أن أعترف بأنني غير سعيد وبأنني لا أجد لحياتي معنى.
عاد إلى الصمت مرة أخرى ثم راح يقول: ويجب أن أعترف أيضا بأنني أحبها، وبأنني أكرهها.
نامعلوم صفحہ