لما بلغت الذرى ودانت لي سائر القوى تمنى القوم لو أنني أصير كوشنطون، وقد قال هذا من قاله؛ لأن الكلام لا يكلف صاحبه شيئا، ولأن القائل جاهل بالأحوال والأيام، فإنني لو كنت في أمريكا لوددت من صميم فؤادي أن أكون كوشنطون، ولم يكن لي فضل لأنني لم أكن أستطيع أن أكون غير ذلك، ولو أن وشنطون كان في فرنسا معرضا للقلاقل والفتن في الداخل وللحروب في الخارج لعجز تمام العجز عن السير على الخطة التي سار عليها في أمريكا، ولو أنه حاول ذلك لوصمه التاريخ بالجنون؛ لأن سلوك مثل ذلك السبيل لم يكن يؤدي إلا إلى استمرار السيئ. أما أنا فلم أكن أستطيع أن أقوم بما قام به وشنطون إلا وأنا فوق عرشي وعلى رأسي تاج وفي يدي صولجان وحولي الملوك والأمراء الذين دانوا لي واستوليت على بلادهم، حينئذ كان يمكنني أن أعدل عدل وشنطون، وأسير بمقتضى علمه وحكمته، ولم يكن هذا يستطاع إلا إذا صرت ملك العالم، وكانت هذه غايتي، فهل تعد تلك الغاية جريمة لا تغتفر؟!
لا كاس، ص381، جزء 1
الفصل السادس
أخلاق وطنية
الإنكليز
الشعب الإنكليزي شعب تجار، ومجدهم في ثروتهم.
جورجو، ص71
ألا ترى إلى الإنكليز؛ فقد غلبونا، ولكنهم لا يزالون وراءنا بمراحل؛ وذلك لأنهم لا يستطيعون أن يجارونا أو يساووا أنفسهم بنا.
جورجو
إن في إنكلترا من الشرف والأمانة ما لا يوجد في غيرها، وهناك أيضا من الشر والأذى ما ليس وراءه غاية.
نامعلوم صفحہ