| قوة لعائلة المستمعين وليس لك إلا ما أنت له آكل ، ربما عبر عن المقام من استشرف عليه ، وربما عبر عنه من وصل إليه وذلك يلتبس إلا على صاحب البصيرة لا ينبغي المسالك أن يعبر عن ورداته فإن ذلك يقل عملها في قلبه ويمنعه وجود الصدق مع ربه ، لا تمدن يدك إلى الأخذ من الخلائق إلا أن ترى أن المعطي فيهم مولاك فإن كنت كذلك فخذ ما وافق العلم ، ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه اكتفاء بمشيئته ، فكيف لا يستحي أن يرفعها إلى خليقته إذا إلتبس عليك أمران ، أنظر أيهما أثقل على النفس فاتبعه فإنه لا يثقل عليها الأماكن حقا من علامات اتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بالواجبات ، قيد الطاعات بأعيان الأوقات كي لا يمنعك عنها وجود التسويف ووسع عليك الأوقات كي لا تبقى لك نحصة الاختيار . علم قلة نهوض العباد إلى معاملته فأوجب عليهم وجود طاعته قساقهم إليها بسلاسل الإيجاب ؛ عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل ؛ أوجب عليك وجود خدمته وما أوجب عليك لا دخول جنته من استغرب أن ينفذه الله من شهوته وأن يخرجه من وجود غفلته . فقد استعجز القدرة الإلهية وكان الله على كل شيء مقتدرا ، ربما وردت الظلمة عليك ليعرفك قدر ما من به عليك ، من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرف بوجود فقدانها ، لا تدهشك واردات النعم بحقوق شكرك فإن ذلك مما يحط من وجود قدرك تمكن حلاوة الهوى من القلب هو الداء العضال ، لا يخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق ، كما لا يجب العمل المشترك لا يحب القلب المشترك ، العمل المشترك هو لا يقبله والقلب المشترك لا يقبل عليه ، أنوار أذن لها في الوصول وأنوار أذن لها في الدخول ربما وردت عليك الأنوار فوجدت القلب محشوا بصور الآثار فارتحلت من حيث نزلت ، فرغ قلبك من الأغيار تملأه بالمعارف والأسرار ؛ لا تستبطئ من النوال ولكن استبطئ من نفسك وجود الإقبال ، حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها وحقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها إذ ما من وقت يردالا والله عليك فيه حق جديد وأمر أكيد تقضي فيه حق غيره وأنت لم تقض حق الله فيه ، ما فاتك من عمرك لا عوض له وما حصل لك منه لا قيمة له ، ما أحببت شيئا إلا كنت له عبدا وهو لا يحب أن تكون عبدا لغيره ، لا تنفعه طاعتك ولا تضره معصيتك فإنما أمرك بهذه ونهاك عن هذه لما يعود عليك لا يزيد في عزه إقبال من أقبل ولا ينقض من عزه ادبار من أدبر وصولك إلى الله وصولك إلى الله العلم به وإلا فجل ربنا أن يتصل به شيء أو يتصل هو بشيء ، قربك منه أن تكون مشاهد لقربه وإلا فمن أين أنت ووجود قربه ، الحقائق ترد في حال التجلي مجملة وبعد الوعي يكون البيان ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم أن علينا بيانه متى وردت الواردات الألهية إليك هدمت العوائد عليك أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها الوارد يأتي من حضرة قهار لأجل ذلك لا يصادمه شيء إلا دمغه ، بل يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق كيف يحتجب الحق بشيء والذي يحتجب به هو فيه ظاهر وموجود حاضر لا تيأس من قبول عمل لم تجد فيه وجود الحضور فربما قبل من العمل ما لم تدرك ثمرته عاجلا لا تزكين واردا لا تعلم ثمرته فليس المراد من السحابة الأمطار وإنما المراد منها وجود الأثمار لا تطلبن بقاء الواردات بعد أن بسطت أنوارها وأوعت أسرارها فلك في الله غنى عن كل شيء وليس يغنيك عنه شيء تطلعك بقاء الواردات بعد أن بسطت أنوارها وأوعت أسرارها فلك في الله غنى عن كل شيء وليس بغنيك عنه شيء تطلعك إلى غيره دليل على عدم وجدانك له واسبيحاشك لفقدان ما سواه دليل على عدم وصلتك به النعم وأن تنوعت مظاهره إنما هو بشهوده واقترابه والعذاب وأن تنوعت مظاهره إنما هو لوجود حجابه فسبب العذاب وجود الحجاب وإتمام النعيم بالنظر إلى وجه الله الكريم ما تجده القلوب من الهموم والأحزاو فلأجل ما منعت من وجود العيان من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك ويمنعك ما يطغيك ليقل ما تفرح به يقل ما تحزن عليه أن أردت أن لا تعزل فلا تتولى ولا تدوم لك أن رغبتك البدايات زهدتك النهايات أن دعاك إليها طاهر أنهاك عنها باطنا إنما جعلها محلا للأغيار ومعدنا لوجود الأكدار تزهيدا لك فيها علم أنك لا تقبل النصح المجرد فذوقك من ذواقها ما يسهل وجود فراقها العلم النافع الذي ينبسط في الصدر شعاعه ويكشف عن القلب قناعه ، خير علم ما كانت الخشية معه العلم أن قارنته الخشية فلك وإلا فعلتك متى آلمك عدم إقبال الناس عليك أو توجههم بالذم إليك فارجع إلى علم الله فيك فإن كان لا يقنعك علم فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك بوجود الأذى إنما
صفحہ 287