ہدایت راغبین
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
اصناف
[مرثية الوزير ابن بقية]
ومن أحسن ما يوصف به زيد بن علي عليه السلام في صلبه هذه الأبيات، فإنها به أليق وهو بها أحق، وهي: [الوافر]
علو في الحياة وفي الممات .... لحق أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا .... وفود نداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيبا .... وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء .... كمدهما إليهم بالهبات
أصاروا الجو قبرك واستنابوا .... عن الأكفان ثوب السافيات
وتشعل عندك النيران ليلا .... كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطية من قبل زيد .... علاها في السنين الماضيات
وتلك فضيلة فيها تأس .... تباعد عنك تعيير العدات
أسأت إلى النوائب فاستثارت .... فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنت تجير من جور الليالي .... فعاد مطالبا لك بالترات
وصير دهرك الإحسان فيه .... إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشر سعدا فلما .... مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي .... يخفف بالدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام .... لفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي .... ونحت بها خلاف النائحات
ولكني أصبر عنك نفسي .... مخافة أن أعد من الجناة
وما لك تربة فأقول تسقى .... لأنك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى .... برحمات غواد رائحات
ولقد عبرت قريحة هذا الشاعر عن صلب الإمام الولي بأحسن عبارة،
وأشارت إلى صفته ألطف إشارة، وما أحسن قوله: أصاروا الجو قبرك..إلى آخره.
[مماثلة شعرية للمؤلف]
ولكنا نقول في زيد عليه السلام:
أصاروا البحر قبرك واستنابوا .... عن الأكفان ثوب الذاريات ونزيد عليها فنقول هذه الأبيات:
صفحہ 206