91

ہدایت الحیری

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

تحقیق کنندہ

محمد أحمد الحاج

ناشر

دار القلم- دار الشامية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

پبلشر کا مقام

جدة - السعودية

الرَّابِعُ: أَنَّ الْمُكَذِّبِينَ الْجَاحِدِينَ لِنُبُوَّتِهِ لَمْ يُمْكِنْهُمْ إِنْكَارُ الْبِشَارَةِ وَالْإِخْبَارُ بِنُبُوَّتِهِ وَأَنَّهُ نَبِيٌّ عَظِيمُ الشَّأْنِ صِفَتُهُ كَذَا وَكَذَا، وَنَعْتُهُ كَذَا وَكَذَا، وَصِفَةُ أُمَّتِهِ وَمَخْرَجُهُ، وَمَنْشَؤُهُ، وَشَأْنُهُ، لَكِنَّهُمْ جَحَدُوا أَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَقَعَتْ بِهِ الْبِشَارَةُ، وَأَنَّهُ نَبِيٌّ آخَرُ غَيْرُهُ، وَعَلِمُوا هُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنَّهُمْ رَكِبُوا مَتْنَ الْمُكَابَرَةِ وَامْتَطَوْا غَارِبَ الْبَهْتِ. الْخَامِسُ: أَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ صَرَّحَ لِخَاصَّتِهِ وَبِطَانَتِهِ بِأَنَّهُ هُوَ بِعَيْنِهِ، وَأَنَّهُ عَازِمٌ عَلَى عَدَاوَتِهِ مَا بَقِيَ كَمَا تَقَدَّمَ. السَّادِسُ: أَنَّ إِخْبَارَ النَّبِيِّ ﷺ بِأَنَّهُ مَذْكُورٌ فِي كُتُبِهِمْ هُوَ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِ إِخْبَارَاتِهِ بِمَا عِنْدَهُمْ فِي كُتُبِهِمْ مِنْ شَأْنِ أَنْبِيَائِهِمْ وَقَوْمِهِمْ، وَمَا جَرَى لَهُمْ، وَقَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَأُمَمِهِمْ، وَشَأْنِ الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِمَّا يَعْلَمُونَ صِدْقَهُ فِيهِ، وَمُطَابَقَتَهُ لِمَا عِنْدَهُمْ، وَتِلْكَ الْأَخْبَارُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَلَمْ يُكَذِّبُوهُ يَوْمًا وَاحِدًا فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى أَنْ يَظْفَرُوا مِنْهُ بِكَذِبَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ غَلْطَةٍ أَوْ سَهْوٍ فَيُنَادُونَ بِهَا عَلَيْهِ، وَيَجِدُونَ بِهَا السَّبِيلَ إِلَى تَنْفِيرِ النَّاسِ عَنْهُ، فَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، وَلَمْ يَظْفَرُوا بِقَوْلٍ أَنَّهُ أَخْبَرَ بِكَذَا وَكَذَا فِي كُتُبِنَا وَهُوَ كَاذِبٌ فِيهِ، بَلْ كَانُوا يُصَدِّقُونَهُ فِي ذَلِكَ، وَهُمْ مُصِرُّونَ عَلَى عَدَمِ اتِّبَاعِهِ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ

1 / 307